بسم الله الرحمن الرحيم و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و سلم ( قال الشيخ ) الامام الاجل الزاهد شمس الائمة أبو بكر محمد بن أبى سهل السرخسي رحمه الله و نور ضريحه و هو في الحبس بأوزجند إملاء ( الحمد ) لله بارئ النسم .
و محيى الرمم و مجزل القسم .
مبدع البدائع .
و شارع الشرائع .
دينا رضيا .
و نورا مضيا .
لتكليف المحجوجين .
و وعد المؤتمرين .
و وأد المعتدين .
بينة للعالمين .
على لسان سيد المرسلين .
و امام المتقين .
خاتم النبيين .
سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين و على جميع الانبياء و المرسلين ( و بعد ) فان أقوى الفرائض بعد الايمان بالله تعالى طلب العلم كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة و العلم ميراث النبوة كما جاء في الحديث أن الانبياء عليهم الصلاة و السلام لم يورثوا دينارا و لا درهما و انما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر و العلم علمان علم التوحيد و الصفات و علم الفقة و الشرائع فالأَصل في علم التوحيد التمسك بالكتاب و السنة و مجانبة الهوى و البدعة كما كان عليه الصحابة و التابعون و السلف و الصالحون رضوان الله عليهم أجمعين الذين أخفاهم التراب .
و آثارهم بتصانيفهم باقية في هذا الباب .
و قد عزمت على جمع أقاويلهم في تأليف هذا الكتاب تذكرة لاولى الالباب و أما علم الفقة و الشرائع فهو الخير الكثير كما قال الله عز و جل و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا قال ابن عباس رضى الله تعالى عنه الحكمة معرفة الاحكام من الحلال و الحرام و قد ندب الله تعالى إلى ذلك بقوله تعالى فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فقد جعل ولاية الانذار و الدعوة للفقهاء .
و هذه درجة الانبياء .
تركوها ميراثا للعلماء .
كما قال عليه الصلاة و السلام العلماء ورثة الانبياء .
و بعد انقطاع النبوة .
هذه الدرجة أعلى النهاية في القوة .
و هو معنى قول النبي عليه الصلاة و السلام من يرد الله به خيرا يفقهه