مبسوط

شمس الدین السرخسی

جلد 1 -صفحه : 253/ 3
نمايش فراداده

بسم الله الرحمن الرحيم و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و سلم ( قال الشيخ ) الامام الاجل الزاهد شمس الائمة أبو بكر محمد بن أبى سهل السرخسي رحمه الله و نور ضريحه و هو في الحبس بأوزجند إملاء ( الحمد ) لله بارئ النسم .

و محيى الرمم و مجزل القسم .

مبدع البدائع .

و شارع الشرائع .

دينا رضيا .

و نورا مضيا .

لتكليف المحجوجين .

و وعد المؤتمرين .

و وأد المعتدين .

بينة للعالمين .

على لسان سيد المرسلين .

و امام المتقين .

خاتم النبيين .

سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين و على جميع الانبياء و المرسلين ( و بعد ) فان أقوى الفرائض بعد الايمان بالله تعالى طلب العلم كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة و العلم ميراث النبوة كما جاء في الحديث أن الانبياء عليهم الصلاة و السلام لم يورثوا دينارا و لا درهما و انما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر و العلم علمان علم التوحيد و الصفات و علم الفقة و الشرائع فالأَصل في علم التوحيد التمسك بالكتاب و السنة و مجانبة الهوى و البدعة كما كان عليه الصحابة و التابعون و السلف و الصالحون رضوان الله عليهم أجمعين الذين أخفاهم التراب .

و آثارهم بتصانيفهم باقية في هذا الباب .

و قد عزمت على جمع أقاويلهم في تأليف هذا الكتاب تذكرة لاولى الالباب و أما علم الفقة و الشرائع فهو الخير الكثير كما قال الله عز و جل و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا قال ابن عباس رضى الله تعالى عنه الحكمة معرفة الاحكام من الحلال و الحرام و قد ندب الله تعالى إلى ذلك بقوله تعالى فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فقد جعل ولاية الانذار و الدعوة للفقهاء .

و هذه درجة الانبياء .

تركوها ميراثا للعلماء .

كما قال عليه الصلاة و السلام العلماء ورثة الانبياء .

و بعد انقطاع النبوة .

هذه الدرجة أعلى النهاية في القوة .

و هو معنى قول النبي عليه الصلاة و السلام من يرد الله به خيرا يفقهه