مبسوط

شمس الدین السرخسی

جلد 4 -صفحه : 228/ 5
نمايش فراداده

قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حرامه قبل ان يحرم و لحله قبل ان يزور البيت و في رواية كنت أرى و بيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد إحرامه فتطيبوا و عن عائشة رضى الله عنها قالت كنا نخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم متضمخا جباهنا بالمسك ثم نحرم فنعرق فيسيل على وجوهنا و رسول الله صلى الله عليه و سلم يرى ذلك و لا يكرهه و تأويل حديث الاعرابى انه كره الخلوق له لكونه بمنزلة الثوب المورس و المزعفر و معنى كراهة محمد رحمه الله تعالى لاستعمال الطيب الكثير انه بعد الاحرام ربما ينتقل على بدنه من موضع إلى موضع فيكون ذلك بمنزلة التطيب ابتداء بعد الاحرام في الموضع الثاني و لكن هذا ليس بقوي فانه لا تلزمه الكفارة بهذا و لو كان بهذه المنزلة لوجوب عليه الكفارة و اختلف مشايخا رحمهم الله تعالى فيما إذا تطيب بعد إحرامه و كفر ثم تحول الطيب مع عرقه من موضع إلى موضع فمنهم من يقول لا تلزمه كفارة جديدة لان أصل فعله قد انقطع بالتكفير فلا معتبر بأثره كما لو فعله قبل الاحرام و منهم من قال تلزمه كفارة أخرى هنا لان أصل فعله كان محظورا فتحوله من موضع إلى موضع يكون جناية أيضا في حكم الكفارة بخلاف ما قبل الاحرام فان أصل فعله لم يكن محظورا ثم لا معتبر ببقاء الاثر بعد الاحرام إذا كان أصل فعله قبل الاحرام كالحلق ثم قال وصلى ركعتين لحديث عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال أتانى آت من ربي و أنا بالعقيق فقال صل في هذا الوادي المبارك ركعتين و قل لبيك بحجة و عمرة معا و فيما ذكر جابر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم صلى بذى الحليفة ركعتين عند إحرامه ثم قال و قل أللهم انى أريد الحج فيسره لي و تقبله منى لانه محتاج في أداء أركانه إلى تحمل المشقة و يبقى في ذلك أياما فيطلب التيسير من الله تعالى اذ لا يتيسر للعبد الا ما يسره الله تعالى و يسأل القبول كما فعله الخليل و إسماعيل صلوات الله عليهما في قولهما ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم و لم يأمر بمثل هذا الدعاء لمن يريد افتتاح الصلاة لان أداءها يسير عادة و لا تطول في أدائها المدة فاما أركان الحج متفرقة على الامكنة و الازمنة و لا يؤمن فيها اعتراض الموانع عادة فلهذا أمر بتقديم سؤال التيسير ( قال ) ثم لب في دبر صلواتك تلك فان شئت بعد ما يستوى بك بعيرك و الكلام فيه في فصول أحدها في اشتقاق التلبية لغة فقيل هو مشتق من قولهم ألب الرجل إذا أقام في مكان فمعني قول القائل لبيك أنا مقيم على طاعتك و قيل هو مشتق من قولهم