مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 3 -صفحه : 528/ 398
نمايش فراداده

فرع في مذاهب العلماء في تكبيرات الانتقالات وحججهم في ذلك

( فرع ) في مذاهب العلماء في تكبيرات الانتقالات ( أعلم ) أن الصلاة الرباعية يشرع فيها اثنتان و عشرون تكبيرة منها خمس تكبيرات في كل ركعة أربع للسجدتين و الرفعتين منها و الخامسة للركوع فهذه عشرون و تكبيرة الاحرام و تكبيرة القيام من التشهد الاول و اما الثلاثية فيشرع فيها سبع عشرة سقط منها تكبيرات ركعة وهن خمس و أما الثنائية فيشرع فيها أحد عشر للركعتين و تكبيرة الاحرام و هذه كلها عندنا سنة الا تكبيرة الحرام فهي فرض هذا مذهبنا و مذهب جمهور العلماء من الصحابة و التابعين و من بعدهم قال ابن المنذر و بهذا قال أبو بكر الصديق و عمرو ابن مسعود و ابن عمر و ابن جابر و قيس بن عباد و شعيب و الاوزاعي و سعيد بن عبد العزيز و عوام أهل العلم و نقل اصحابنا عن سعيد بن جبير و عمر بن عبد العزيز و الحسن البصري أنهم قالوا لا يشرع الا تكبيرة الاحرام فقط و لا يكبر غيرها و نقله ابن المنذر أيضا عن القاسم بن محمد و سالم ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب و نقلة أبو الحسن بن بطال في شرح البخارى عن جماعات من السلف منهم معاوية بن ابى سفيان و ابن سيرين و القاسم بن محمد و سالم و سعيد بن جبير و أما قول البغوى في سرح السنة اتفقت الامة علي هذه التكبيرات فليس كما قال و لعله لم يبلغه ما نقلناه أو أوراد اتفاق العلماء بعد التابعين علي مذهب من يقول إجماع بعد الخلاف و هو المختار عند متأخري الاصوليين و به قال من اصحابنا أبو علي بن خيران و القفال و الشاشى و غيرهما و قال احمد ابن حنبل جميع التكبيرات واجبة و احتج لاحمد بأن النبي صلي الله عليه و سلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " و ثبت أنه صلى الله عليه و سلم كان يكبرهن و احتج لمن أسقطهن تكبيرة الاحرام بحديث عن الحسن عن بن عمران عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه " أنه صلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان لا يتم التكبير " رواه أبو داود و البيهقى و غيرهما هكذا و في رواية الامام أحمد بن حنبل في مسنده زيادة " لا يتم التكبير يعني إذا خفض و إذا رفع " و دليلنا علي أحمد حديث " المسي صلاته " فان النبي صلي الله عليه و سلم لم يأمره بتكبيرات الانتقالات و أمره بتكبيرة الاحرام و أما فعله صلي الله عليه و سلم فمحمول علي الاستحباب جمعا بين الأَدلة و دليلنا علي الآخرين حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلي الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرقع صلبه من الركوع ثم يقول و هو قائما ربنا و لك الحمد ثم يكبر حين يهوى ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها و يكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس " رواه البخارى و مسلم و لفظه لمسلم و عن مطرف قال " صليت أنا و عمران