مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 3 -صفحه : 528/ 485
نمايش فراداده

يستحب لمن فرغ من الصلاة ان يذكر الله تعالى والدليل على ذلك

فروع ثلاثة تتعلق بالسلام

ان يسلم مقارنا للامام جاز قيام المسبوق لان كل حال جاز للموافق السلام فيها جاز للمسبوق المفارقة فيها كما بعد السلام و إن قلنا لا يجوز للموافق السلام مقارنا له لم يجز للمسبوق القيام مع المقارنة و تبطل صلاته إلا أن ينوى المفارقة و لو سلم الامام فمكت المسبوق بعد سلامه جالسا و طال جلوسه قال أصحابنا إن كان موضع تشهده الاول جاز و لا تبطل صلاته لانه جلوس محسوب من صلاته و قد انقطعت القدوة و قد قدمنا أن التشهد الاول يجوز تطويله لكنه يكره و إن لم يكن موضع تشهده لم يجز أن يجلس بعد تسليمه لان جلوسه كان للمتابعة و قد زالت فان جلس متعمدا بطلت صلاته و ان كان ساهيا لم تبطل و يسجد للسهو ( فرع ) إذا سلم الامام التسليمة الاولي انقضت قدوة المأموم الموافق و المسبوق لخروجه من الصلاة و المأموم الموافق بالخيار ان شاء سلم بعده و ان شاء استدام الجلوس للتعوذ و الدعاء و أطال ذلك هكذا ذكر القاضي أبو الطيب في تعليقه نقلته بحروفه ( فرع ) قال الشافعي و الاصحاب إذا اقتصر الامام علي تسليمة يسن للمأموم تسليمتان لانه خرج عن متابعته بالاولى بخلاف التشهد الاول فان الامام لو ترك لزم المأموم تركه لان المتابعة واجبة عليه قبل السلام و الله أعلم ( فرع ) قال صاحب العدة لو شرع في الظهر فتشهد بعد الركعة الرابعة ثم قال قبل السلام و شرع في العصر فان فعل ذلك عمدا بطلت صلاته الظهر بقيامه و صحت العصر و ان قام ناسيا لم يصح شروعه في العصر فان ذكر و الفصل قريب عاد الي الجلوس و سجد للسهو و سلم من الظهر و أجزأته و ان طال الفصل بطلت صلاته و وجب استئناف الصلاتين جميعا قال المصنف رحمه الله ( و يستحب لمن فرغ من الصلاة أن يذكر الله تعالي لما روى ابن الزبير رضى الله عنهما أنه كان يهلل في أثر كل صلاة يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو علي كل قدير و لا حول و لا قوة الا بالله و لا نعبد الا إياه و له النعمة و له الفضل و له الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون ثم يقول كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يهلل بهذا في دبر كل صلاة و كتب المغيرة إلى معاوية رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو علي كل شيء قدير أللهم لا مانع لما أعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد ) ( الشرح ) اتفق الشافعي و الاصحاب و غيرهم رحمهم الله علي انه يستحب ذكر الله تعالى بعد السلام و يستحب ذلك للامام و المأموم و المنفرد و الرجل و المرأة و المسافر و غيره و يستحب