مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 4 -صفحه : 657/ 99
نمايش فراداده

كراهية رفع البصر الى السماء وهو فى الصلاة كراهية الصلاة ويده على خاصرته

قال المصنف رحمه الله ( و يكره أن يرفع بصره إلى السماء لما روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلي السماء في الصلاة - فاشتد قوله في ذلك حتى قال - لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم " و يكره أن ينظر إلي ما يلهيه لما روت عائشة رضي الله عنها قالت " كان النبي صلي الله عليه و سلم يصلي و عليه خميصة ذات إعلام فلما فرغ قال ألهتنى إعلام هذه اذهبوا بها إلى أبى جهم و اتوني بانبجانية " ) .

( الشرح ) حديث أنس رضى الله عنه رواه البخارى و حديث عائشة رواه البخارى و مسلم و الخميصة كساء مربع من صوف و أبو جهم المذكور اسمه عامر بن حذيفة بن غانم القرشي العدوى المدني الصحابي قال الحاكم أبو أحمد و قيل اسمه عبيد بن حذيفة والانبجانية - بفتح الهمزة و كسرها و بنون بعدها باء موحدة مفتوحة و مكسورة - و هي كساء غليظ لا علم له فإذا كان له علم فهو خميصة و فى ضبطه و معناه كلام مشتهر و ضحته في تهذيب الاسماء و أجوده ما ذكرته قال العلماء في هذا الحديث الحث علي حضور القلب في الصلاة و تدبر تلاوتها و أذكارها و مقاصدها من الانقياد و الخضوع و منع النظر من الامتداد إلي ما يشغل و ازالة كل ما يخاف اشتغال القلب بسببه و كراهة تزويق محراب المسجد و حائطه و نقشه و غير ذلك من الشاغلات و فيه أن الصلاة تصح و إن حصل فيها فكر و اشتغال قلب بغيرها و هذا بإجماع من يعتد به في الاجماع و هذان الحكمان اللذان ذكرهما المصنف متفق عليهما قال المصنف رحمه الله ( و يكره أن يصلي و يده علي خاصرته لما روى أبو هريرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يصلى الرجل مختصرا " ) .

( الشرح ) هذا الحديث رواه البخارى و مسلم و معنى المختصر أن يضع يده على خاصرته كما ذكره المصنف هذا هو الصحيح و به قال الجمهور من أهل اللغة و غريب الحديث و المحدثين و الفقهاء و قيل هو أن يتوكأ على عصي حكاه الهروي و غيره و قيل أن يختصر السورة فيقرأ آخرها و قيل أن يختصر في صلاته فلا يتم قيامها و ركوعها و سجودها و حدودها و الصحيح الاول قيل نهي عنه