مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 6 -صفحه : 543/ 253
نمايش فراداده

الدليل على أن صوم رمضان فرض من فروض الاسلام

فرع كان أول الاسلام يحرم الاكل والشرب والجماع على الصائم من حين ينام أو يصلى العشاء الآخرة ثم نسخ ذلك وأبيح إلى الفجر

} فرع { قال اصحابنا و غيرهم كان أول الاسلام يحرم على الصائم الاكل و الشرب و الجماع من حين ينام أو يصلى العشاء الآخرة فأيهما وجد أو لا حصل به التحريم ثم نسخ ذلك و أبيح الجميع إلى طلوع الفجر سواء نام أم لا و احتجوا بحديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال " كان أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم إذا كان الرجل صائما فحضر الافطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته و لا يومه حتى يمسي و ان قيس بن صرمة الانصاري رضى الله عنه كان صائما فلما حضر الافطار اتي إمرأته فقال لها عندك طعام قالت لا و لكن أنطلق فأطلب لك و كان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته إمرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكرت ذلك للنبي صلي الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية ( احل لكم ليلة الصيام الرفث الي نسائكم ) ففرحوا بها فرحا شديدا و نزلت ( وكلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود ) " رواه البخارى في صحيحه و عن ابن عباس رضى الله عنهما " كان على عهد النبي صلي الله عليه و سلم إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام و الشراب و النساء و صاموا إلى القابلة فاختان رجل نفسه فجامع إمرأته و قد صلى العشاء و لم يفطر فأراد الله تعالى أن يجعل ذلك يسرا لمن بقي و رخصة و منفعة فقال عز و جل ( علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم ) و كان هذا مما نفع الله تعالي به الناس و رخص لهم و يسره " رواه أبو داود و فى اسناده ضعف و لم يضعفه أبو داود و الله تعالى أعلم قال المصنف رحمه الله تعالي } صوم رمضان ركن من أركان الاسلام و فرض من فروضه و الدليل عليه ما روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الحج وصوم رمضان " { } الشرح { هذا الحديث رواه البخارى و مسلم من طرق كثيرة من رواية ابن عمر رضى الله عنهما ( و قوله ) و فرض من فروضه توكيد و إيضاح لجواز تسميته ركنا و فرضا و لو اقتصر علي ركن