مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 9 -صفحه : 404/ 117
نمايش فراداده

و زياد هذا تابعي و الحديث مرسل و هو زياد ابن ابى مريم القرشي الاموى مولى عثمان ابن عفان رضى الله عنهما ( و اعلم ) أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في النهى عن أكل الصيد الذي جرحه ثم غاب عنه و لم يجد أثر سبب آخر شيء و انما جاء فيه أحاديث ضعيفة و فيه اثر عن ابن عباس فيه نظر ( فمن ) الاحاديث حديث عطاء بن السائب عن عامر - يعني الشعبي أن أعرابيا أهدى لرسول صلى الله عليه و سلم ظبيا فقال ( من أين أصبت هذا فقال رميته أمس فطلبته فأعجزنى حتى أدركني المساء فرجعت فلما أصبحت اتبعت أثره فوجدته في غار أو في أحجار و هذا مشقصى فيه أعرفه قال بات عنك ليلة و لا آمن أن تكون هامة اعانتك عليه لا حاجة لي فيه ) رواه أبو داود في المراسل فهو مرسل ضعيف و عطاء بن السائب ضعيف و عن أبى رزين قال ( جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه و سلم بصيد فقال إنى رميته من الليل فأعيانى و وجدت سهمي فيه من الغد و قد عرفت سهمي فقال الليل خلق من خلق الله عز و جل عظيم لعله أعانك عليه شيء انبذها عنك ) رواه أبو داود في المراسل قال البيهقي أبو رزين هذا إسمه مسعود مولى شقيق بن سلمة و هو تابعي و الحديث مرسل قاله البخارى و أما الاثر عن ابن عباس فرواه البيهقي باسناد فيه رجل مستور أو مجهول ميمون بن مهران قال ( أتى إعرابى إلى ابن عباس و أنا عنده فقال إنى أرمي الصيد فأصمى و أنمى فكيف ترى فقال ابن عباس كل ماأصميت ودع ماأنميته ) قال الشافعي ماأصميت ما قتلته الكلاب و أنت تراه و ما أنميت ما غاب عنك مقتله و الله أعلم ( أما ) الاحكام ففيها مسألتان ( احداهما ) إذا أرسل سهما أو نحوه أو جارحة معلمة من كلب على صيد فأصابه ثم أدركه المرسل حيا نظر إن لم يبق فيه حياة مستقرة بأن كان قد قطع حلقومه و مريئه أو أخافه أو خرق أمعاءه أو أخرج حشوته استحب أمرار السكين على حلقه ليريحه فان لم يفعل و تركه حتى مات حل بلا خلاف و نقلوا فيه إجماع المسلمين كما ذكره المصنف و كما لو ذبح شاة فاضطربت أو غدت أما إذا بقيت فيه حياة مستقرة فله حالان ( أحدهما ) أن يتعذر ذبحه بغير تقصير من صائده حتى يموت فيحل ايضا للعذر و يستدل له ايضا بما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه و سلم