لا يؤكل و لا يشرب بحال أبدا لدواء و لا غيره فهو خارج من الربا و لم يذكر مثالا فبقى تحقيق مناط أن هذا هل يؤكل أو لا يؤكل و ذكر الروياني أن اختيار القاضي الطبري أنه ربوي و علله في المهذب بأن دهن السمك يأكله الملاحون و دهن بزر الكتان يؤكل أول ما يستخرج ثم يتغير بمرور الزمان عليه فهذه أقسام الدهن و الماوردى رحمه الله سلك طريقا آخر فجعلها أربعة أضرب ( أحدها ) مأكولة مستخرجة من أصل مأكول كالذي ذكرناه في القسم الاول ففيها الربا اعتبارا بأنفسها و أصولها ( الثاني ) ما استخرج من مأكول و هو في نفسه مأكول كدهن المحلب و البان و الكافور فلا ربا فيها ( الثالث ) ما هي في نفسها مأكولة عرفا كدهن الورد و الخيري و الياسمين لكنها مستخرجة من أصل مأكول و هو السمسم ففى ثبوت الربا فيها وجهان و كذلك دهن السمك و أما دهن البذر و القرطم قال فقد اختلف أصحابنا في أصولها هل هى مأكولة يثبت الربا فيها أم لا على وجهين ( فان قلنا ) فيها الربا ففي أدهانها وجهان لانها من أصل مأكول ( الرابع ) ما استخرجت من أصول مأكولة لكنها بعد استخراجها دهنا مأكولا كدهن الخروع و القرع ففى ثبوت الربا فيها وجهان نظرا إلى أنفسها و أصولها ( قلت ) قوله في القرع سبقه اليه الصيمري و يعنى به حب القرع نفسه فانه مأكول و قول المصنف رحمه الله دهن اللوز يحتمل أن يكون مراده الحلو فيكونان جميعا من القسم