لكان ربا العباس موضعا يوم أسلم ( و الجواب ) أن العباس كان له ربا في الجاهلية من قبل اسلامه فيكفى حمل اللفظ عليه و ليس ثم دليل على أنه بعد اسلامه أستمر على الربا و لو اسلم استمراره عليه لانه قد لا يكون عالما بتحريمه فاراد النبي صلى الله عليه و سلم انشاء هذه القاعدة و تقريرها من يومئذ .
( فرع ) جريان الربا فيما ليس بمقدر من المطعومات على القول الجديد اختلف أصحابنا هل ثبت الربا بعلة الاصل أو بعلة الاشتباه فمن متقدمي أصحابنا من قال انما جعل الشافعي فيه الربا بعلة الاشتباه لانه قال و انما حرمنا ما سمى رسول الله صلى الله عليه و سلم من المأكول المكيل و الموزون لانه في معنى ما سمى فجعل في المكيل و الموزون الربا بعد الاصل ثم قال بعد هذا و ما خرج من المكيل و الموزون من المأكول و المشروب فقياسه على ما يؤكل و يكال أولى من قياسه على ما لا يكال و لا يؤكل فجعله ملتحقا بالاصل من حيث الشبه و قال آخرون بل بعلة الاصل و انما قال الشافعي ما احتج به الاولون ترجيحا للعلة ( قلت ) و هذا الذي قاله الآخرون هو الحق و هو مراد الشافعي