جامع المقاصد فی شرح القواعد

محقق الکرکی

جلد 2 -صفحه : 515/ 13
نمايش فراداده

و ينضبط ذلك بالدائرة الهندية ، و بها يستخرج خط نصف النهار الذي إذا وقع ظل المقياس عليه أعني : الشاخص المنصوب على مركز الدائرة كان وقت الاستواء ، و إذا مال عنه إلى جانب المشرق و هو الجانب الذي فيه المشرق بالنسبة إلى خط نصف النهار كان أول الزوال . إذا عرفت ذلك ، فاعلم أن في قول المصنف : ( و هو ظهور زيادة الظل . . ) يعني الزوال توسعا و تجوزا ، لان ذلك لازم الزوال لا نفسه ، فان الزوال للشمس لا للظل ، و قد أدرج علامتي الزوال معا أعني : ظهور الظل في جانب المشرق ، و بدو زيادته بعد أن لم يكن في عبارته ، و هما علامتان مستقلتان و إن كانتا في الواقع متلازمتين ، و ليس العلم بهما معا شرطا لحصول العلم بدخول الوقت ، بل تكفي الواحدة ، و العبارة قد توهم خلاف ذلك . و قد يعلم الزوال ايضا بميل الشمس إلى الحاجب الايمن لمن يستقبل قبلة العراق ، ذكره الاصحاب ( 1 ) ، و في المبسوط بصيغة و روي ( 2 ) ، و في المنتهى ما صورته : و قد يعرف الزوال بالتوجه إلى الركن العراقي لمن كان بمكة ، فإذا وجد الشمس على حاجبه الايمن ، علم أنها قد زالت ( 3 ) ، و فيه كلامان : أحدهما : أن الركن العراقي ليس قبلة أهل العراق كما هو معلوم فإذا توجة إليه لم تتحقق صيرورة الشمس علي حاجبه الايمن ، إلا بعد مضي زمان كثير من وقت الظهر . الثاني : ان بقية البلاد كذلك ، فما وجه التخصيص بمكة ؟ و يمكن أن يكون المقتضي للتخصيص هو أن قبلة البعيد هي الجهة ، و فيها طول و اتساع ، فلا يظهر ميل الشمس إلى الحاجب الايمن إلا بعد مضي زمان كثير من وقت الظهر ، بخلاف الاستقبال إلى نفس الكعبة فان تعيين المحل أقرب إلى الانضباط . و يرد عليه : أن قبلة أهل العراق إلى نفس الكعبة و فيها اتساع أيضا ، إذ ليست


1 - منهم : المحقق في المعتبر 2 : 69 ، و الشهيد في الذكرى : 162 .

2 - المبسوط 1 : 73 .

3 - المنتهى 1 : 199 .