الله صلى الله عليه و آله من هؤلاء الثلاثة ؟ قال اني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو تيم ، قال ، ثم جاء عمر ، فقيل له : يا أبا حفص ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال : ان الجنة تشتاق إلى ثلاثة و أنت الفاروق الذي ينطق الملك على لسانك فلو سألت رسول الله إحداها : أنها نزلت في الذين عذبوا في الله عمار و أبويه ياسر وسمية و بلال و صهيب و خباب . و الرواية الثانية : أنها نزلت في رجل أمر بمعروف و نهى عن منكر . و الرواية الثالثة : أنها نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه بات على فراش رسو ل الله صلى الله عليه و آله ليلة خروجه إلى الغار يروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجله و جبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة و نزلت الاية انتهى كلامه (1) . و كذلك في تفسير العلامة الاعرج النيسابوري و في سائر التفاسير .
قوله : فتعيرنى بذلك بنو تيم عبجا يا ابن أبي قحافة جعلت مخافتك الانحطاط عن هذه الدرجة من حيث تعيير بني تيم إياك ، لامن حيث ألم الحرمان عنها .
قوله : و أنت الفاروق يروون في وجه تسميتهم إياه فاروقا ما تستشم منه رائحة الموضوعية .
فلنذكر ما في تفسير البيضاوي في ذلك فعليه يدور كلامهم جيمعا " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوبت ( 2 ) " عن ابن عباس أن منافقا خاصم يهوديا ، فدعاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه و آله ، و دعاة المنافق إلى كعب بن الاشرف ، ثم الحتكما إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فحكم لليهودي فلم يرض المنافق و قال : تعال نتحاكم إلى عمر فقال اليهودي لعمر : ه ص 133
1) التفسير الكبير : 5 / 204 و هو من المتفق عليه عند الخاصة و العامة . 2) سورة النساء : 60