تفسیر القمی

علی بن ابراهیم القمی

جلد 2 -صفحه : 462/ 153
نمايش فراداده

تكلم أبي طالب بكلمة الشهادة

السيئة ) اي يدفعون سيئة من أساء إليهم بحسناتهم ( و مما رزقناهم ينفقون و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ) قال اللغو الكذب و اللهو الغناء و هم الائمة عليهم السلام يعرضون عن ذلك كله ، و اما قوله : ( انك لا تهدي من أحببت ) قال نزلت في ابي طالب عليه السلام فان رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول يا عم قل لا إله إلا الله بالجهر نفعك بها يوم القيامة فيقول : يا بن اخي أنا أعلم بنفسي ، ( و أقول بنفسي ط ) فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه و آله انه تكلم بها عند الموت بأعلى صوته ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اما انا فلم أسمعها منه و أرجو ان تنفعه يوم القيامة ، و قال صلى الله عليه و آله : لو قمت المقام المحمود لشفعت في ابي و أمي و عمي وأخ كان لي مواخيا في الجاهلية ( 1 ) و قوله : ( و قالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) قال نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الاسلام و الهجرة و قالوا " ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا " فقال الله عز و جل : ( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا و لكن أكثرهم لا يعلمون ) و قوله : ( و كم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ) اي كفرت ( فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا

1 - يقول الله مخاطبة للنبي صلى الله عليه و آله : إن الهداية ليست حسب مشيتك بل انها تتعلق بمشيتي فلا تصر على إجراء كلمة التوحيد من لسان ابي طالب إذ هو مؤمن سرا و سيظهر الايمان جهرا فيما بعد و مما يدل على كونه مؤمنا كون رسول الله محزونا شديدا عام وفاته حتى سمى ذلك العام بعام الحزن و في هذه الرواية ايضا ما يشعر بكونه كاتما لايمانه و هو قوله : " يا ابن اخي ! أنا أعلم بنفسي " يعني أعلم بنفسي من انني مؤمن .

و في ذيل الآية ايضا ما يؤيده و هو قوله تعالى " و هو أعلم بالمهتدين " و قد مضى الكلام في قوله صلى الله عليه و آله : لو قمت المقام المحمود لشفعت في ابي و أمي و عمي من انه جواب تنزيلي فراجع ص 25 . ج .ز