و تبارك الله أحسن الخالقين ( 1 ) ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و آله إلى منزله و وقعت زينب في قلبه موقعا عجيبا ، و جاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله فقال لها زيد : هل لك ان أطلقك حتى يتزوجك رسول الله صلى الله عليه و آله فلعلك قد وقعت في قلبه ؟ فقال : أخشى أن تطلقني و لا يتزوجني رسول الله صلى الله عليه و آله فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : بأبي أنت و أمي يا رسول الله أخبرتني زينب بكذا و كذا فهل لك ان أطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال رسول الله : لا ، إذهب فاتق الله و أمسك عليك زوجك ، ثم حكى الله فقال : ( أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرأ زوجناكها - إلى قوله - و كان امر الله مفعولا ) فزوجه الله من فوق عرشه ( 2 ) .
1 - و في تفسير الكشاف و البيضاوي انه قال : سبحان الله مقلب القلوب حين رآها فهذه الرواية تحمل على التقية لورودها موافقة للعامة ، و الصحيح ان النبي صلى الله عليه و آله لم يقل مثل هذه الكلمات و لم يجئ إلى دارها كما سيجئ في هذا الكتاب عند تفسير قوله تعالى : " ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله أمرا . . الخ الآية " . 2 - و يمكن الايراد عليه أولا انه كيف يسوغ لرسول الله صلى الله عليه و آله ان ينظر إلى زوجة الغير ، و ثانيا انه لا يناسبه ان يميل إليها ، و ثالثا انه لا ينبغي لمقامه ان يتزوج من زينب بعد ما أنكحها من زيد ، لانه و إن كان جائزا إلا ان رسول الله صلى الله عليه و آله كان بمنزلة ابيه و هذا لا يفعله عامي فكيف النبي الاعظم الذي اسوته تتبع . و جواب الاول ( أ ) لعل هذه الواقعة كانت قبل نزول آية الحجاب و النهي عن النظر إلى الاجنبية ( ب ) و على فرض كونها بعده انه لا إشكال في =