تفسیر القمی

علی بن ابراهیم القمی

جلد 2 -صفحه : 462/ 235
نمايش فراداده

من الشك و قد كتبنا خبره في سورة الانبياء .

قوله ( يا بني اني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) قال : فانه حدثني أبى عن فضالة بن أيوب عن معاوية ابن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام ان إبراهيم ( ع ) أتاه جبرئيل عند زوال الشمس من يوم التروية فقال : يا إبراهيم ارتو من الماء لك و لاهلك و لم يكن بين مكة و عرفات ماء فسميت التروية بذلك ، فذهب به حتى انتهى به إلى منى فصلى به الظهر و العصر و العشائين و الفجر حتى إذا بزغت الشمس خرج إلى عرفات فنزل بنمرة و هي بطن عرفة فلما زالت الشمس خرج و قد اغتسل ، فصلى الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتين وصلى في موضع المسجد الذي بعرفات و قد كانت ثمة أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بني ثم مضى به إلى الموقف فقال : يا إبراهيم اعترف بذنبك و اعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة ، فأقام به حتى غربت الشمس ثم افاض به فقال : يا إبراهيم ازدلف ( 1 ) إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة و اتي به المشعر الحرام فصلى به المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد و إقامتين ثم بات بها حتى إذا صلى بها صلاة الصبح أراه الموقف ثم أفاض إلى منى فأمره فرمى جمرة العقبة عندها ظهر له إبليس لعنه الله .

ثم أمره الله بالذبح فان إبراهيم ( ع ) حين افاض من عرفات بات على المشعر الحرام و هو فزع فرأى في النوم ان يذبح ابنه إسحاق ( 2 ) و قد كان إسحاق حج بوالدته سارة فلما انتهى إلى منى رمى الجمرة هو و أهله و أمر أهله فسارت إلى

1 - تزلف : تقرب .

2 - و قد مضى الكلام تفصيلا في الذبيح كان إسحاق أو اسماعيل فراجع ص 351 / 1 من هذا الكتاب . ج .ز