ذبح إسحاق
البيت و احتبس الغلام فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى فاستشار ابنه و قال كما حكى الله " يا بني اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى " فقال الغلام كما حكى الله أمض كما أمرك الله به " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " و سلما لامر الله ، و أقبل شيخ فقال : يا إبراهيم ما تريد من هذا الغلام ؟ قال أريد ان اذبحه فقال سبحان الله ! تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين ! فقال إبراهيم ان الله أمرني بذلك فقال ربك ينهاك عن ذلك و إنما أمرك بهذا الشيطان ، فقال له إبراهيم ويلك ان الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به و الكلام الذي وقع في أذني فقال لا و الله ما أمرك بهذا إلا الشيطان فقال إبراهيم لا و الله لا أكلمك ثم عزم إبراهيم على الذبح ، فقال يا إبراهيم انك إمام يقتدى بك وانك ان ذبحته ذبح الناس أولادهم فلم يكلمه و أقبل إلى الغلام فاستشاره في الذبح فلما أسلما جميعا لامر الله قال الغلام يا أبت خمر وجهي و شد وثاقي فقال إبراهيم يا بني الوثاق مع الذبح لا و الله لا جمعهما عليك اليوم فرمى له بقرطان الحمار ثم أضجعه عليه و أخذ المدية فوضعها على حلقه و رفع رأسه إلى السماء ثم انتحى ( 1 ) عليه المدية فقلب جبرئيل المدية على قفاها و اجتر الكبش من قبل ثبير ( 2 ) و أثار الغلام من تحته و وضع الكبش مكان الغلام و نودي من مسيرة مسجد الخيف ( ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين ) .قال : و لحق إبليس بأم الغلام حين نظرت إلى الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت فقال لها شيخ رأيته ، قالت : إن ذلك بعلي قال فوصيف رأيته معه فقالت : ذاك ابني قال : فاني رأيته و قد أضجعه و أخذ المدية ليذبحه ! فقالت :1 - انتحى عليه بالسيف : أقبل عليه به .2 - ثبير كأمير : جبل بمكة .مجمع