اقشعرار كافر من سماعة القرآن
في رأسه و لحيته و مر إلى بيته و لم يرجع إلى قريش من ذلك ، فمشوا إلى أبي جهل فقالوا : يا أبا الحكم ان أبا عبد الشمس صبا إلى دين محمد أما تراه لم يرجع إلينا ، فغدا أبو جهل فقال له : يا عم نكست رؤوسنا و فضحتنا و أشمت بنا عدونا و صبوت إلى دين محمد ، فقال ما صبوت إلى دينه و لكني سمعت منه كلاما صعبا تقشعر منه الجلود ، فقال له أبو جهل : أخطب هو ؟ قال : لا ان الخطب كلام متصل و هذا كلام منثور و لا يشبه بعضه بعضا قال أفشعر هو قال لا ، اما اني قد سمعت أشعار العرب بسيطها و مديدها و رملها و رجزها و ما هو بشعر ، قال فما هو ؟ قال دعني أفكر فيه فلما كان من الغد قالوا يا ابا عبد شمس ما تقول فيما قلناه ؟ قال : قولوا هو سحر فانه أخذ بقلوب الناس ، فانزل الله على رسوله في ذلك " ذرني و من خلقت وحيدا " و إنما سمي وحيدا ( 1 ) لانه قال لقريش أنا اتوحد بكسوة البيت سنة و عليكم في جماعتكم سنة ، و كان له مال كثير و حدائق و كان له عشر بنين بمكة و كان له عشرة عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها و تلك القنطار في ذلك الزمان و يقال ان القنطار جلد ثور مملو ذهبا ، فانزل الله ( ذرني و من خلقت - إلى قوله - صعودا ) قال : جبل يسمى صعودا ( ثم نظر ثم عبس و بسر ) قال عبس وجهه ، و بسر قال ألقى شدقه ( ثم أدبر و استكبر فقال ان هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر - إلى قوله - ما سقر ) واد في النار ( لا تبقي و لا تذر ) أي لا تبقيه و لا تذره ( لواحة للبشر عليها تسعة عشر ) قال تلوح عليه فتحرقه ، عليها تسعة عشر قال ملائكة يعذبونهم و هو قوله ( و ما جعلنا اصحاب النار إلا ملائكة ) و هم ملائكة في النار يعذبون الناس ( و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة1 - أي الوليد بن المغير و في مجمع البيان ان الوحيد ، الذي لم يعلم ابوه ج .ز