موسى و يوشع معه حتى عشيا فقال موسى لوصيه ( آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) اي عناءا فذكر وصيه السمك فقال لموسى : إنى نسيت الحوت على الصخرة فقال موسى : ذلك الرجل الذي رأيناه عند الصخرة هو الذي نريده فرجعا على ( آثارهما قصصا ) اي عند الرجل و هو في صلاته فقعد موسى حتى فرغ من صلاته فسلم عليهما .فحدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال : اختلف يونس و هشام بن إبراهيم في العالم الذي أتاه موسى عليه السلام أيهما كان أعلم و هل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته و هو حجة الله على خلقه فقال قاسم الصيقل : فكتبوا ذلك إلى ابى الحسن الرضا عليه السلام يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب : اتى موسى العالم فأصابه و هو في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا و إما متكئا فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام قال : من أنت ؟ قال : أنا موسى بن عمران ، قال : أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما ؟ قال : نعم ، قال : فما حاجتك ؟ قال : جئت ان تعلمن مما علمت رشدا قال : إني وكلت بأمر لا تطيقه و وكلت أنت بأمر لا أطيقه ، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد من البلاء وكيد الاعداء حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه العالم عن فضل آل محمد حتى جعل موسى يقول يا ليتني كنت من آل محمد ، و حتى ذكر فلانا و فلانا و فلانا و مبعث رسول الله صلى الله عليه و آله إلى قومه و ما يلقى منهم و من تكذيبهم إياه و ذكر له من تأويل هذه الآية " و نقلب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " حين أخذ الميثاق عليهم فقال له موسى ( هل أتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا ) فقال الخضر : ( انك لن تستطيع معي صبرا و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) فقال موسى عليه السلام : ( ستجدني إن شاء الله صابرا و لا أعصى لك امرا ) قال الخضر : ( فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) يقول