إلى يوم يبعثون ) قال البرزخ هو أمر بين امرين و هو الثواب و العقاب بين الدنيا و الآخرة و هو رد على من أنكر عذاب القبر و الثواب و العقاب قبل القيامة و هو قول الصادق ( ع ) : و الله ما أخاف عليكم إلا البرزخ فاما إذا صار الامر إلينا فنحن أولى بكم ، و قال علي بن الحسين عليهما السلام : ان القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ، و في رواية ابي الجارود عن ابي جعفر ( ع ) في قوله : ( أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير ) ، يقول أم تسألهم اجرا فأجر ربك خير ( و هو خير الرازقين ) و قوله : ( و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون ) فهو الجوع و الخوف و القتل و قوله : ( حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ) يقول آيسون و اما قوله : ( غلبت علينا شقوتنا ) فانهم علموا حين عاينوا أمر الآخرة ان الشقي كتب عليهم علموا حين لم ينفعهم العلم قالوا ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون ( قال اخسؤا فيها و لا تكلمون ) فبلغني و الله أعلم انهم تداركوا بعضهم على بعض سبعين عاما حتى انتهوا إلى قعر جهنم .و قال علي بن إبراهيم في قوله : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتسائلون ) فانه رد على من يفتخر بالانساب قال الصادق عليه السلام : لا يتقدم يوم القيامة أحد إلا بالاعمال و الدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه و آله ( يا أيها الناس ان العربية ليست بأب وجد و انما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربي ألا انكم ولد آدم و آدم من تراب و الله لعبد حبشي حين أطاع الله خير من سيد قرشي عصى الله و ان اكرمكم عند الله اتقيكم " و الدليل على ذلك قوله عز و جل : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتسائلون فمن ثقلت موازينه ) يعني بالاعمال الحسنة ( فاولئك هم المفلحون و من خفت موازينه ) قال من الاعمال الحسنة ( فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) و قوله : ( تلفح وجوههم النار ) قال اي تلهب عليهم ( فتحرقهم و هم فيها كالحون ) اي مفتوحي الفم متربدي الوجوه و قوله : ( قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم