* سورة محمد * اشراط الساعة
عليه ، فقال بلى يا رسول الله ! فقال صلى الله عليه و آله : إن من اشراط القيامة إضاعة الصلوات و اتباع الشهوات ، و الميل إلى الاهواء و تعظيم أصحاب المال ، و بيع الدين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيره ، قال سلمان و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال إي و الذي نفسي بيده يا سلمان ! ان عندها يليهم أمراء جورة و وزراء فسقة ، و عرفاء ظلمة ، و أمناء خونة ، فقال سلمان و ان هذا لكائن يا رسول الله ! قال صلى الله عليه و آله إي و الذي نفسي بيده يا سلمان ان عندها يكون المنكر معروفا و المعروف منكرا و يؤتمن الخائن و يخون الامين و يصدق الكاذب و يكذب الصادق ، قال سلمان و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه و آله : إي و الذي نفسي بيده .يا سلمان ! فعندها تكون إمارة النساء و مشاورة الاماء و قعود الصبيان على المنابر و يكون الكذب طرفا و الزكاة مغرما و الفئ مغنما و يجفو الرجل والديه و يبر صديقه ، و يطلع الكوكب المذنب ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : إي و الذي نفسي بيده يا سلمان و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ( 1 ) و يكون المطر قيظا و يغيظ الكرام غيظا و يحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الاسواق إذ فان هذا لم أبع شيئا و قال هذا لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : إي و الذي نفسي بيده .1 - يمكن ان تكون الاشارة منه إلى ما هو متعارف في هذا الزمان من بيع و شراء الحصص من الشركات التجارية فيشتري الرجل من تلك الحصص لنفسه و لعياله كذا تشارك المرأة زوجها في التجارة ، أو يكون المراد منه جلوس المرأة المتزينة لبيع السلعة في المغازات مع الرجال جنبا لجنب كما هو رائج في البلاد الاسلامية " المتمدنة " . ج .ز