* سورة الجائية * * سورة الاحقاف * * الجزء 26 * خروج ريح عاد زمان المتوكل
فقال أبو جعفر ( ع يا جابر و الله لو سبقت الدعوة من الحسين " و أصلح لي ذريتي " لكان ذريته كلهم أئمة و لكن سبقت الدعوة اصلح لي في ذريتي فمنهم الائمة ( ع ) واحد فواحد فثبت الله بهم حجته قال علي بن إبراهيم في قوله ( و يوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا و استمتعتم بها ) قال أكلتم و شربتم و لبستم و ركبتم و هي في بني فلان ( فاليون تجزون عذاب الهون ) قال العطش ( بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق و بما كنتم تفسقون ) و قوله ( و اذكر اخا عاد إذ أنذر قومه بالاحقاف ) و الاحقاف بلاد عاد من الشقوق إلى الاجفر و هي أربعة منازل .قال : حدثني أبى قال أمر المعتصم ان يحفر بالبطائية ( البطانية ط ) بئر فحفروا ثلاثمائة قامة فلم يظهر الماء فتركه و لم يحفره فلما ولي المتوكل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء ، فحفروا حتى وضعوا في كل مائة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان بقربها .فاخبروا المتوكل بذلك فلم يعلم بذلك ما ذاك ، فقالوا : سل ابن الرضا عن ذلك و هو أبو الحسن علي بن محمد عليهما السلام فكتب اليه يسأل عن ذلك ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام تلك بلاد الاحقاف و هم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر .ثم حكى الله قوم عاد ( قالوا أ جئتنا لتأفكنا ) أي تزيلنا بكذبك عما كان يعبد آباؤنا ( فاتنا بما تعدنا ) من العذاب ( إن كنت من الصادقين ) و كان نبيهم هود و كانت بلادهم كثيرة الخير خصبة .فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى اجدبوا و ذهب خيرهم من بلادهم ، و كان هود يقول لهم ما حكى الله في سورة هود ( استغفروا ربكم ثم توبوا اليه - إلى قوله - و لا تتولوا مجرمين ) فلم يؤمنوا و عتوا فاوحى الله إلى هود انه يأتيهم العذاب في وقت كذا و كذا و ريح فيها