شفاعة رسول الله ( ص ) للشيعة
و بفتنانه و يضلان الناس بعده و قد ذكرنا هذا الحديث في تفسير : و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس و الجن في سورة الانعام ( 1 ) و قوله ( و نحشر المجرمين يومئذ زرقا ) تكون اعينهم مزرقة لا يقدرون ان يطرفوها و قوله ( يتخافتون بينهم ) قال يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا إلا عشرا ( قال الله نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة ) قال أعلمهم و أصلحهم يقولون ( ان لبثتم إلا يوما ) ثم خاطب الله نبيه عليه و آله و السلام فقال ( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا و لا أمتا ) قال الا مت الارتفاع و العوج الحزون و الذكوات ( 2 ) و قوله ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ) قال مناديا من عند الله .
و قوله : ( و خشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) فانه حدثني ابى عن الحسن بن محبوب عن ابى محمد الوايشي عن ابى الورد عن ابى جعفر عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد و هم حفاة عراة فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا و تشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك خمسين عاما و هو قول الله : و خشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ، قال ثم ينادي مناد من تلقاء العرش اين النبي الامي ؟ فيقول الناس قد اسمعت فسم باسمه فينادي اين نبي الرحمة اين محمد بن عبد الله الامي ، فيقدم رسول الله صلى الله عليه و آله أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين ايلة و صنعاء فيقف عليه فينادى بصاحبكم فيقدم علي عليه السلام أما الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض
1 - راجع الجزء الاول ص 214 من هذا الكتاب .
2 - الذكوات جمع ذكاة : الجمرة الملتهبة من الحصى و منه الحديث : قبر علي عليه السلام بين ذكوات بيض .
مجمع