فهديناهم فاستحبوا العمي على الهدى ) و لم يقل استحب الله كما زعمت المجبرة ان الافعال أحدثها الله لنا ( فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ) يعني ما فعلوه و قوله : ( و يوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ) أي يجيئون من كل ناحية و قوله : ( حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم و أبصارهم و جلودهم بما كانوا يعملون ) فانها نزلت في قوم يعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون ما عملنا منها شيئا ، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم اعمالهم ، فقال الصادق عليه السلام فيقولون لله : يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا و هو قول الله : " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " و هم الذين غصبوا أمير المؤمنين ( ع ) فعند ذلك يختم الله على ألسنتهم و ينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع مما حرم الله و يشهد البصر بما نظر به إلى ما حرم الله و تشهد اليدان بما أخذتا و تشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم الله و يشهد الفرج بما ارتكب مما حرم الله ثم انطق الله ألسنتهم ( و قالوا ) هم ( لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء و هو خلقكم أول مرة و اليه ترجعون و ما كنتم تسترون ) اي من الله ( ان يشهد عليكم سمعكم و لا أبصاركم و لا جلودكم ) و الجلود الفروج ( و لكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون و ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فأصبحتم من الخاسرين ) .قال : فانه حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قلت لابي عبد الله ( ع ) حديث يرويه الناس فيمن يؤمر به آخر الناس إلى النار فقال : أما انه ليس كما يقولون قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن آخر عبد يؤمر به إلى النار فإذا امر به التفت فيقول الجبار ردوه فيردونه فيقول له : لم التفت إلي ؟ فيقول : يا رب لم يكن ظني بك هذا فيقول : و ما كان ظنك بي ؟ فيقول يا رب كان ظني بك ان تغفر لي خطيئتي و تسكنني جنتك قال فيقول الجبار يا ملائكتي