* سورة الشورى * * الجزء 25 * اجتماع الحسن ( ع ) ويزيد عند ملك الروم
فلما قرأ معاوية كتابه و عنده جلساؤه قالوا : و الله قد أنصفك ، فقال معاوية و الله ما أنصفني و الله لارمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل ان يصل إلي ، و و الله ما أنا من رجاله ، و لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول و الله يا علي لو بارزك أهل الشرق و الغرب لقتلتهم أجمعين ، فقال له رجل من القوم فما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم و تخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه و آله بما تخبر ؟ ما أنت و نحن في قتاله إلا على الضلالة ! فقال معاوية : إنما هذا بلاغ من الله و رسالاته و الله ما أستطيع أنا و أصحابي رد ذلك حتى يكون ما هو كائن .قال : و بلغ ذلك ملك الروم و أخبر ان رجلين قد خرجا يطلبان الملك فسأل من أين خرجا ؟ فقيل له رجل بالكوفة و رجل بالشام ، قال : فلمن الملك الآن فأمر وزراءه فقالوا تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي ، فاتي برجلين من تجار الشام و رجلين من تجار مكة فسألهم عن صفتهما فوصفوهما له ثم قال لخزان بيوت خزاينه أخرجوا إلي الاصنام فاخرجوها فنظر إليها ، فقال : الشامي ضال و الكوفي هاد ، ثم كتب إلى معاوية ان ابعث إلي أعلم أهل بيتك و كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام ان ابعث إلي أعلم أهل بيتك ، فاسمع منهما ثم أنظر في الانجيل كتابنا ثم أخبركما من أحق بهذا الامر و خشي على ملكه ، فبعث معاوية يزيد ابنه و بعث أمير المؤمنين الحسن ابنه عليهما السلام فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده و قبلها ثم قبل رأسه ثم دخل عليه الحسن بن علي عليهما السلام فقال : الحمد الله الذي لم يجعلني يهوديا و لا نصرانيا و لا مجوسيا و لا عابدا للشمس و القمر و لا الصنم و لا البقر و جعلني حنيفا مسلما و لم يجعلني من المشركين تبارك الله رب العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين ، ثم جلس لا يرفع بصره ، فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما ثم فرق بينهما ثم بعث إلى يزيد فاحضره ثم أخرج من خزائنه ثلاثمائة و ثلاثة عشر صندوقا فيها تماثيل الانبياء و قد زينت بزينة كل نبي مرسل