و يستبيح أموالهم و يخرب ضياعهم و ديارهم ، فمضى فلان و من معه من المهاجرين و الانصار في أحسن عدة و أحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس ، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم و نزل فلان و أصحابه قريبا منهم ، خرج إليهم من أهل وادي اليابس مائتا رجل مدججين بالسلاح ، فلما صادفوهم قالوا لهم : من أنتم و من اين أقبلتم و أين تريدون ؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه .فخرج إليهم فلان في نفر من أصحابه المسلمين فقال لهم : أنا فلان صاحب رسول الله ، قالوا ما أقدمك علينا ؟ قال أمرني رسول الله صلى الله عليه و آله أن اعرض عليكم الاسلام فان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم مالهم و عليكم ما عليهم و إلا فالحرب بيننا و بينكم ، قالوا له : أما و اللات و العزى لو لا رحم بيننا و قرابة قريبة لقتلناك و جميع اصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم فارجع أنت و من معك و اربحوا العافية فانا إنما نريد صاحبكم بعينه وأخاه علي بن ابي طالب ( ع ) .فقال فلان لاصحابه : يا قوم ! القوم أكثر منكم أضعافا وأعد منكم و قد ناءت داركم عن اخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلى الله عليه و آله بحال القوم ، فقالوا له جميعا خالفت يا فلان قول رسول الله صلى الله عليه و آله و ما أمرك به فاتق الله و واقع القوم و لا تخالف رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال اني أعلم ما لا تعلمون الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرب و انصرف الناس أجمعون ، فاخبر رسول الله صلى الله عليه و آله بمقالة القوم و ما رد عليهم فلان فقال رسول الله : صلى الله عليه و آله يا فلان خالفت امري و لم تفعل ما أمرتك و كنت لي و الله عاصيا فيما أمرتك فقام النبي صلى الله عليه و آله و صعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه ثم قال : يا معشر المسلمين اني أمرت فلانا ان يسير إلى أهل وادي اليابس و ان يعرض عليهم السلام و يدعوهم إلى الله فان أجابوه و إلا واقعهم و انه سار إليهم و خرج اليه منهم مائتا رجل فإذا سمع كلامهم و ما استقبلوه