* سورة يس * معجزة النبي ( ص ) على أبي جهل
لا يؤمنون ) و قوله : ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الاذقان - إلى قوله - فهم مقمحون ) قال : قد رفعوا رؤوسهم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم ) يقول : فاعميناهم ( فهم لا يبصرون ) الهدى ، أخذ الله سمعهم و أبصارهم و قلوبهم فاعماهم عن الهدى ، نزلت في أبي جهل بن هشام و نفر من أهل بيته ، و ذلك ان النبي صلى الله عليه و آله قام يصلي و قد حلف أبو جهل لئن رآه يصلي ليدمغنه ( 1 ) ، فجاء و معه حجر و النبي قائم يصلي ، فجعل كلما رفع الحجر ليرميه أثبت الله يده إلى عنقه و لا يدور الحجر بيده ، فلما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده ، ثم قام رجل آخر و هو من رهطه أيضا فقال : أنا أقتله فلما دنا منه فجعل يسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه و آله فارعب فرجع إلى أصحابه فقال : حال بيني و بينه كهيئة العجل يخطر بذنبه ( 2 ) فخفت ان اتقدم ، و قوله : ( سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) فلم يؤمن من أولئك الرهط من بني مخزوم أحد يعني ابن المغيرة .
و قال علي بن إبراهيم في قوله : ( و سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون - إلى قوله - و كل شيء أحصيناه في إمام مبين ) اي في كتاب مبين و هو محكم ، و ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال : أنا و الله الامام المبين ابين الحق من الباطل و ورثته من رسول الله صلى الله عليه و آله .
و هو محكم و قوله : ( و اضرب لهم مثلا اصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا إليكم مرسلون ) قال : فانه حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام
1 - دمغه : شجه حتى بلغت الشجة دماغه .
2 - خطر العجل بذنبه : رفعه مرة بعد مرة و ضرب به فخذيه . ج .ز