تفسیر القمی

علی بن ابراهیم القمی

جلد 2 -صفحه : 462/ 84
نمايش فراداده

عدوه يحرقه بالنار فقال أسكت انما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت هو عبدي آخذه إذا شئت فان دعاني أجبته فدعا إبراهيم ( ع ) ربه بسورة الاخلاص " يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك " فالتقى معه جبرئيل في الهواء و قد وضع في المنجنيق ، فقال : يا إبراهيم هل لك إلي من حاجة ؟ فقال إبراهيم : أما إليك فلا ، و أما إلى رب العالمين فنعم فدفع اليه خاتما عليه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله أسندت أمري إلى ( قوه خ ل ) الله و فوضت أمري إلى الله ، فأوحى الله إلى النار كوني بردا فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال و سلاما على إبراهيم و انحط جبرئيل و جلس معه يحدثه في النار و نظر اليه نمرود ، فقال من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم ، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود اني عزمت على النار أن لا تحرقه .

فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقته فآمن له لوط و خرج مهاجرا إلى الشام و نظر نمرود إلى إبراهيم في روضة خضراء في الناء و معه شيخ يحدثه فقال لآزر ما اكرم ابنك على ربه قال و كان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم و كل الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار قال و لما قال الله للنار كوني بردا و سلاما لم تعمل النار في الدنيا ثلاثة أيام ثم قال الله عز و جل : ( و أرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ) فقال الله ( و نجيناه و لوطا إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين ) يعني إلى الشام و سواد الكوفة و كوثى رباط و قوله : ( و وهبنا له اسحق و يعقوب نافلة ) قال ولد الولد و هو يعقوب و قوله ( و نجيناه ) يعني لوطا ( من القرية التي كانت تعمل الخبائث ) قال كانوا ينكحون الرجال .

و اما قوله : ( و داود و سليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم و كنا لحكمهم شاهدين ) فانه حدثني ابي عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال كان في بني إسرائيل رجل له كرم و نفشت فيه