(الـولي ) من (الولا) , بالاصل بمعنى استقرار شيئين الى جوار بعضهما,وتاتي بمعنى القرب , سواا من حيث المكان ام القرابة النسبية , ام من حيث الدين والصداقة والنصرة والاعتقاد.
هـذا مـاصـرح بـه الراغب في مفرداته , واضاف (الولاية ) بكسر الواو تعني المساعدة والنصرة (والولاية ) بفتح الواو تعني تدبير الامور ((210)) .
وقـد اعتبر صاحب مقاييس اللغة ايضا اصل هذه الكلمة يعود الى مفهوم القرب , وفسر صاحب كتاب لسان العرب ايضا كلمة (ولي ) بمعنى الناصروالمتولى لامور العالم والخلائق .
وعـلـى اي حال , فلهذه الكلمة معان كثيرة , لكنها عندما تستعمل بخصوص اللّه تعالى لاريب في انها تعني الولاية وتدبير امور العالم ونصرة العبادومؤازرتهم .
وكـلـمة (مولى ) مشتقة ايضا من هذه المادة , وذكرت لها معان كثيرة تعودجميعها الى الاصل الذي ذكرناه اعلاه (وهو القرب ).
وقـد ذكر المرحوم العلامة الاميني (ره ) ـ لهذه الكلمة ـ سبعا وعشرين معنى مختلفا مستخلصا من كتب اللغة وموارد استعمالها ((211)) .
وكذلك فقد ذكر ابن الاثير في النهاية ستة عشر معنى لها.
وصـرح فـي احـدى عباراته بان (مولى ) تعني (ولي ) , واستشهد في ذلك بقول عمر لعلي (ع ) (اصبحت مولى كل مؤمن ).
واضـاف قـائلا قـال جـماعة بان سبب هذا الامر هو قول اسامة لعلي (ع ) نت لست بمولاي مـولاي رسـول اللّه (ص ) , فـسـمـع الـرسـول هذا الكلام فقال (من كنت مولاه فعلي مولاه )) ((212)) .
ومما ذكرناه اعلاه يتضح ان معنى كلمة (والي ) ايضا والتي هي اسم فاعل من هذه المادة .
لـهـذا فـاللّه (ولـي ) و (مولى ) و (والي ) في نفس الوقت , فهو مدبر امورناومخير فيها وحاكمنا وناصرنا , وهكذا شانه مع بقية موجودات عالم الوجود.
وكـلـمـة (حـافـظ) مشتقة من مادة (حفظ) وهي ذات معنى مشهور وواضح ,وهو الحفظ , وقال الـراغـب انـها تعني رعاية ومراقبة شي معين , لذلك يطلق على حالة كظم الغضب (حفيظة ) لانها تستلزم ان يهتم الانسان في مراقبة نفسه .