طـرحـت الايـة العاشرة ايضا قسما آخر من علم اللّه تعالى , وهو العلوم الغيبية المخصوصة بذاته الـمـقدسة , واكدت بان لا احد يحيط بحقيقتها سواه ,قال تعالى (ان اللّه عنده علم الساعة وينزل الـغـيـث ويـعـلـم ما في الارحام ) (من حيث نوع الجنس وما يتعلق به والسلامة , ومن حيث سائر الاستعدادات والقدرات الاخرى ) (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان اللّه عليم خبير).
مـاذكـر في هذه الاية من علم اللّه يعكس بوضوح موعد القيامة , لكن لحن الاية يدل على اختصاص عـلـم الامـور الاربـعـة المذكورة بعد هذا الامر باللّه سبحانه ايضا , لانه لا يرى تشابه بين هذه المواضيع الخمسة سوى من حيث كونها علوما خاصة باللّه سبحانه , علاوة على ماصرحت به الكثير من الروايات المنقولة من طرق الشيعة والسنة عن رسول اللّه (ص ) والائمة المعصومين (ع ) ,حول اختصاص هذه العلوم الخمسة بذاته المقدسة جل وعلا , وكنموذج ننقل هنا حديثا من تفسير (الدر المنثور) وآخر من تفسير ((نور الثقلين ))
1 ـ ورد في ( الدر المنثور ) عن رسول اللّه (ص ) قال (( ومفاتيح الغيب خمس لايعلمهن الا اللّه , لايـعلم ما في غد الا اللّه , ولا متى تقوم الساعة الا اللّه ,ولايعلم ما في الارحام الا اللّه , ولا متى ينزل الغيث الا اللّه , وما تدري نفس باي ارض تموت الا اللّه )) ((42)) .
2 ـ ورد في ( نور الثقلين ) عن الامام الصادق قال (( الا اخبركم بخمسة لم يطلع اللّه عليها احدا مـن خـلقه ؟ قلت بلى , قال ان اللّه عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان اللّه عليم خبير )) ((43)) .
وقد وردت روايات كثيرة اخرى ايضا في كتب الحديث حول هذاالمجال ((44)) .