نفحات القرآن

ناصر مکارم شیرازی

جلد 8 -صفحه : 120/ 19
نمايش فراداده

عباداتهم العجيبة

3. كـانـت عبادة المشركين غريبة للغاية , ويجيب القرآن الكريم ادعا المشركين :بانه اذا كان محمد (ص ) قـد اتى بعبادات فان لنا مثلها ونحن نصلي الى جانب الكعبة كذلك , قائلا : ( وما كان صلاتهم عند البيت الا مكا وتصدية ) ((72)) .

نـعـم انـهم يسمون صفيرهم الاحمق وتصفيقهم الابله صلاة , (( فالمكا )) يعني :صوت الطيور , وجـا تـشـبـيه اصوات العرب في الجاهلية حول الكعبة بصوت الطيورربما لانه خال من اي مفهوم كصوت الطيور الذي لا محتوى فيه او ان كل سعيهم كان مجرد غنا.

فـامـا (( التصدية )) فمعناها التصفيق , وهو ضرب اليد على الاخرى ليصدر صوت يسمى تصدية على هذا الاساس سمي تردد الصوت بين الجبال بالصدى , ولم ينتهوا الى هذا الحد بل يطوفون عراة كـمـا ولـدتـهـم امهاتهم حول الكعبة وهذا ما اشيراليه عندما نزلت سورة براة وقام بابلاغها امير الـمؤمنين علي (ع ) في شهر ذي الحجة بقوله : (( لايطوفن بالبيت عريان ولا يحجن البيت مشرك )) ((73)) .

ويـقال : ان السبب من طوافهم عراة ان مجموعة من عرب ( حمس ) ((74)) يعتقدون بان طوافهم حـول الكعبة يجب ان يكون بلباس خاص , ومن يفتقد يفقد ذلك اللباس ويطوف بملابسه المعتاد عليها فـعـليه ان يرميها بعيدا ولايحق له وللاخرين استخدامها بعد انتها الطواف ولذلك يطلقون على هذه الالـبسة بالـ ( لقا) , اي مايلقى من الثياب واذا اخذ بنظر الاعتبار ان اكثر الناس كان يسودهم فقر مدقع ولايملكون الا لباسا واحدا فيضطرون وللحفاظ عليه ان يخلعونه ويطوفون عراة حول الكعبة .

وقد استفاد بعض اللاهين احيانا من هذه الخرافة ليعرض بسببها الشباب من الرجال والنسا اجسادهم عارية ((75)) .

ويـذكـر ابن هشام ان الرجال كانوا عراة تماما اما النسا فكن يخلعن كل ملابسهن ما عدا ثوبا مشقوق الـذيـال يـبـدي اجسامهن ثم ينشغلن بالطواف , وذات يوم طافت امراة في تلك الهيئة امام اعين رجال شرهة فانشات هذا الشعر الذي حفظه لناالتاريخ :.

اليوم يبدو بعضه او كله ـــــ فما بدا منه فلا احله ((76)) اما القرابين التي يقدمونها الى الاصنام فلها قصة مفصلة , فمن جملة ذلك ان الناس في ( دومة الجندل ) ((77)) كانوا يقدمون شخصا في كـل سنة قربانا الى الالهة مع مراسم خاصة ثم يدفنون جسده المدمى قرب المذبح حتى كتب بعضهم ان الـمـصـريـيـن كـانوايقدمون اجمل الشباب والشابات قرابين الى ( الهة النيل ) , وقد بقي ذلك التقليدعرفا اجتماعيا لبعض قبائل العرب فينذر الابا ابناهم احيانا قرابين الى الالهة ايضا ((78)) .