2. وهي افضل واكمل حكومة معروفة في عالمنا الحاضر.
والاسـاس في حكومة من هذا القبيل هو ان جميع الناس في اية فئة كانوا او طبقة يمكنهم و بحرية تـامـة الذهاب الى صناديق الاقتراع و ابدا آراهم حول من يريدون انتخابه من الممثلين و تسليمهم زمام امور الشعب لفترة معينة تحت ضوابط خاصة وشروط معلومة , فيضع الممثلون للشعب بعد ذلك و بحرية و استقلالية كاملتين على الارجح كل القوانين فيما بينهم , ثم يشكلون هيئة بواسطة هؤلا الـمـمـثـلـيـن تـارة اوبـصورة مباشرة من قبل الشعب تارة اخرى بصفة رئيس الوزرا او رئيس الـجـمـهـوريـة ويـطـلق ـ كما اشرنا ـ على هذا النوع من الحكومة بالحكومة الديمقراطية (اي حكومة الشعب او حكومة الشعب على الشعب ).
و تـنقسم هذه الحكومة بدورها الى قسمين : النوع الاول وهو الحكومة التي لهاجنبة شعبية واقعا, وهي نادرة الوجود سوا في الماضي او حتى في الحاضر و ربمالم تظهر ملامحها في الخارج بعد.
والـنـوع الاخـر هـي حـكومة شعبية الظاهر والمظهر لكنها ليست كذلك في الواقع ,فالروح فيها (استبدادية ) والظاهر منها (ديمقراطية ) و هذا التفاوت الموجود بين الظاهر و الباطن ينقسم كذلك الى صنفين , فاما ان يتدخل فرد او افراد مصلحيون في نمط الانتخابات و بصورة علنية مرسلين افرادالشعب الى صناديق الاقتراع عنوة , او انـهـم يعملون على مل صناديق الاقتراع باوراق انتخابية مزيفة حتى يتم لهم انتخاب الافراد الذين يـرومـون فوزهم في هذه الانتخابات والخروج باصوات انتخابية اكثر و قد تاخذ هذه العملية , اي عـمـلـيـة تدخل اولئك الافراد طابعا آخر هو طابع التدخل الخفي و قد يكون غيرمحسوس فيبدؤ للبعض من اصحاب العقول الساذجة و ذوو النية الحسنة ان هذه الانتخابات انما جرت بحرية كاملة تـمـامـا, بـيـنما يختلف الواقع عما يرونه , اذ يسيطر ذووالامكانات والنفوذ على وسائل الاعلام ويـروجـون عن طريقها, لمن يريدون مستفيدون من دقائق علم النفس بحيث يتصور الناس ان هؤلا الـمـرشـحين و علما ومدبرين و كانهم ملائكة منزلين لكنهم في الواقع عملا يخدمون تلك الطبقة الثرية وذات السلطة القوية و كل المصلحين والوصوليين .
والـحـق ان الـحـكومة في مثل هذه المجتمعات والتي نجدها بكثرة في اوروپا وعلى الاخص في امريكا, هي حكومة مستبدة و ظالمة الا انها ترتدي زي الحكومة الديمقراطية والشعبية .