الحكومة الالهية : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحكومة الالهية :




2.وهي الحكومة التي لا تعتمد لا على الارادة الفردية و لا على الاكثرية الساحقة من الشعب , بل طبقا
لارادة اللّه و لا شك ان ارادة البارئ عزوجل لا تقتضي سوى ضمان المصالح الواقعية لعباده ليس الا
و يـمـكـن مـشـاهدة مثل تلك الحكومة من خلال حكومة الانبيا و اوصياهم الحقيقيين واولئك الذين
يسيرون على خطاهم وينتهجون منهجهم , ولكن يعز وجودها في العالم .


لقد ذكر القرآن الكريم نماذج للانواع الثلاثة لهذه الحكومات :.


1 ـ اشـراة الـقـرآن الكريم الى حكومة فرعون باعتبارها حكومة مستبدة وفردية حيث يقول : (ان
فـرعون علا في الارض و جعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناهم و يستحيي نساهم انه
كان من المفسدين )((19)) .


كـان فـرعون يعتبر كل ارض مصر ملكا شخصيا له و كل ما فيها من انهار و مياه هي له ايضا و كان
يقول : (يا قوم اليس لي ملك مصر و هذه الانهار تجري من تحتي افلاتبصرون )((20)) .


انه لم يقنع بحكومته المستبدة على الشعب فحسب , بل كان يتوقع ان يعبده الجميع و لا يعبدون غيره ولذا قال لموسى : (لئن اتخذت الها غيري لا جعلنك من المسجونين )((21)) .


و حـتى انه كان يتصور ان من يريد الاعتقاد والايمان بشخص يدعي النبوة بعد ماراى معجزاته لا
يمكن ان يفعل ذلك الا بعد موافقته و اذنه مشاهدة ادلته و معجزاته حيث قال : (قال فرعون آمنتم به قبل ان آذن لكم )((22)) .


و نـرى انـموذجا آخر لحكومة مستبدة اخرى الا وهي حكومة ((نمرود)) والذي صرح مخاطبا
ابراهيم (ع ): ((انا احيي و اميت )) و لكنه واجه بعد ذلك استدلال ابراهيم (ع ) الدامغ عندما قال له
: (فان اللّه ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر)((23)) .


والـحـقيقة ان الناس جميعا وحتى السلاطين المستبدين انفسهم كانوا يعلمون بهذه الحقيقة و هي ان
الـملون مفسدون في الارض و مخلون بانظمة المجتمع الانساني , و لذا نقرا في القرآن الكريم انه
عـنـدما وصلت رسالة سليمان (ع ) الى بلقيس ملكة سبا, و بدات تحقيقاتها حول سليمان لتبين فيما اذا
كـان ملكا مستبدا اونبيا مرسلا, فارسلت اليه الهدايا, و قالت معبرة عن قلقها: (ان الملوك اذا دخلوا
قرية افسدها و جعلوا اعزة اهلها اذلة و كذلك يفعلون )((24)) .


فـقـد كان الملوك يضطهدون و يعذبون مخالفيهم يابشع الصور بل حتى يدفنونهم احياا كما ذكر في
سـورة البروج التي تتحدث بعض آياتها عن اصحاب الاخدود (اذيذكر التاريخ ان الملك ذو نواس
اصدر امرا بحفر خندق ووضع كمية كبيرة من الحطب واشغل نارا عظيمة ثم قذف ببعض المسلمين
الـذين فضلوا البقا على دينهم وسط تلك النيران ولم يرحم منهم لا مسنا ولا طفلا رضيعا) فما كان
ذنبهم الاان آمنوا باللّه العزيز القهار (وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا باللّه العزيز الحميد)((25)) .


و يـضـم الـتاريخ بين صفحاته الكثير من هذه الوقائع للحكومات المستبدة والتي كانت تعامل شعوبها
كالعبيد بل ادنى من ذلك ايضا, و قد اشار القرآن في عدة مواطن الى مثل تلك الحكومات , ولذلك كان
احد اهم الاهداف لثورات الانبيا(ع ) محاربة الاستبداد و انقاذ الشعوب من براثن المستبدين .


2 ـ و نـرى كـذلـك بـعـض الايـات القرآنية الشريفة التي تشير الى حكومة الشورى اوكما هو
المصطلح عليه بحكومة الشعب على الشعب و ان لم يكن هذا المصطلح واضحا كما عليه اليوم .


نطالع في سورة النمل , الاية (32) و فيما يخص قصة (سليمان ـ ع ـ) مع (بلقيس ـملكة سبا): لما
وصـلـت رسالة سليمان الى بلقيس جمعت الاخيرة مستشاريها وبدات معهم التحدث عن مضمون تلك
الرسالة قائلة : (يا ايها الملا افتوني في امري ماكنت قاطعة امرا حتى تشهدون ).


و من المتيقن انه لم تكن في ذلك الزمان انتخابات ولا آرا شعبية , لكن مع وجودمثل هذه الحالة عند
الـمـلـكـة وهـي التقيد في سير الامور والبت فيها عبر الشورى فان ذلك يدل على وجود حكومة
الشورى نوعا ما.


اضافة الى ذلك فان مسالة الشورى هي احدى المسائل التي تتضمنها البرامج الاسلامية و تؤكد عليها
في الامور الاجتماعية و الحكومية عامة و كما يذكر القرآن الكريم واصفا المؤمنين الحقيقين بقوله
(وامـرهم شورى بينهم )((26)) بل و حتى انه امرالنبي (ص ) بالمشورة مع المؤمنين حيث يقول
القرآن مخاطبا الرسول (ص ):(وشاورهم في الامر)((27)) .


و مـع ان حـكومة الرسول (ص ) كانت من نوع الحكومات الالهية , الا انه (ص )كان يؤمر بمشاورة
الناس لتبقى مصبوغة بصبغة شعبية .


3 ـ واما ما يتعلق بالحكومات الالهية فقد وردت آيات فرآنية كثيرة تبحث ذلك ,مثلا داود (ع ) فان
الـقـرآن يـقـول عـن لـسانه هو: (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت
الوهاب )((28)) .


ونـتـبـين من الايات التي تلت هذه الاية ان دعا سليمان (ع ) كان قد استجيب ووهبة اللّه حكومة لم
يـسـبـق لها مثيل , فقد كانت الريح تجري بامره , وسخر اللّه له الشياطين والعفاريت , و كان يستفيد
حتى من الطيور في النجاز بعض اعماله .


و يقول القرآن الكريم متحدثا عن آل ابراهيم : (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا
عظيما)((29)) .


وتشتمل كلمة (آل ابراهيم ): بنو اسرائيل و يوسف و داود و سليمان و غيرهم ).


و يـذكر القرآن الكريم (طالوت ), احد ملوك بني اسرائيل المعروفين و على لسان نبي ذلك الزمان
(شـموئيل ) قائلا: (وقال لهم نبيهم ان اللّه قد بعث لكم طالوت ملكا)((30)) و يقصد بذلك ان هذه
الوهبة قد اضفيت على طالوت من قبل اللّه .


ولكن بني اسرائيل الذين لم يكونوا على علم واطلاع كامليين بامور الحكومة الالهية , عارضوا هذا
الانتخاب واعتبروا انفسهم افضل منه لاستلام ذلك المنصب لان طالوت كان قرويا, فلم يكن له مال
و لا عشيرة معروفة لكن نيهم رفع تلك الشبهة بقوله (ان اللّه اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم
و الجسم واللّه يؤتي ملكه من يشا واللّه واسع عليم )((31)) .


و قد اشير ورضحة الى حكومة النبي (ص ) وآله بقوله : ((ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه في
فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)).


كانت تلك لمحة على بعض انواع الحكومات المذكورة في القرآن الكريم , والان نبدا بنقد و بحث كل
نوع من تلك الحكومات الثلاث :.


/ 135