هل الغاية تبرر الوسيلة ؟
قـد يـقـال , ان ما ذكرنا من استثناات اليس تعبيرا آخر عن ما هو معروف عند بعض زعما المدارس الالحادية المادية من ان : ((الغايات تبرر الوسائط))؟.
وفـي الاجـابـة على هذا السؤال , لابد من الالتفات الى نكتة واحدة وهي ان هؤلاالذين يقولون بهذه
الـمـقـالة لم يحددوا قيدا ولا شرطا لها, اي انهم يقولون : للوصول الى الاهداف (بلا استثنا) يمكن
التوسل باية وسيلة (بلا استثنا), ولذا فانهم يوجهون الحروب المدمرة الدامية من اجل الحفاظ على
مصالحهم الاقتصادية ,فيذهب آلاف الناس ضحية من اجل عدم تضرر مصالحهم بادنى ضرر.
امـا اتـبـاع الاديـان الـسماوية , فهم ينكرون هذه العمومية في الشقين معا, اي انه لايكفي كل هدف
لـتـبـرير وتجويز الوسيلة , كما انه ليست كل وسيلة مجازة وان كان الهدف ساميا, فالحاكم هنا هو
قـانـون ((الاهـم والـمهم )), تلك الاهمية المقررة عقلاوشرعا, لا كل اهمية وان كانت مصلحة
شخصية , وهوى وهوسا شيطانيا.
فـقانون الاهم والمهم ليس امرا يمكن انكاره ـ فمثلا يجوز ضرب وجه من استعمل الترياق ويريد
النوم ـ ذلك النوم الذي يؤدي بحياته ـ بعدة صفعات على خده ليفيق من نومه من اجل انقاذه من الموت ,
واكبر من ذلك يمكن اخذ الضرائب المالية من الناس من اجل اعداد القوة المناسبة لحفظهم من اخطار
الاعـداوغـزوهـم , او حبس كل افراد المجتمع في منازلهم لعدة ايام , لتلقيحهم بلقاح ينقذهم من وبا
خطير يهدد حياتهم جميعا.
هـذا ما يقوله اتباع مدرسة الانبيا(ع ), بينما نجد ان اتباع المدارس المادية الالحادية لا يشترطون
اي شرط لتطبيق قاعدتهم , فيجيزون كل وسيلة للوصول الى اي هدف من اهدافهم .
وبـهـذا يـنتهي الجز العاشر من نفحات القرآن والذي يتناول البحث حول الحكومة والولاية , وبهذا
تـنـتـهي الدورة الكاملة في المعارف والعقائد الاسلامية وموجهة نظر القرآن الكريم وعلى اساس
الـتـفـسـير الموضوعي في عشرة اجزانشكر اللّه ونحمده على هذا التوفيق الذي شملنا لادا هذا
الامر المهم .
الـهـنـا: تـقبل منا جميعا هذا المجهود المتواضع واجعله ذخرا لنا في يوم الجزا,ووفق كل من يود
الاطلاع على المعارف والعقائد الاسلامية من وجهة نظر القرآن الكريم الى الاطلاع عليه .
تم في آخر شهر صفر يوم ذكرى استشهاد.
الامام علي بن موسى الرضا(ع ) سنة .
1416ه.