القرآن وصفات القاضي : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن وصفات القاضي :



لـم ترد الصفات والشرائط بشكل مفصل ومبسوط في القرآن الكريم , ولكن وردت تعبيرات جمعت فيها عمدة الشرائط المذكورة اعلاه .


1 ـ ففي موضع نجد القرآن الكريم يعتبر ان اتباع الهدى يمنع من الحكم بالعدل حيث يقول تعالى :.


(يـا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهدا للّه ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن
غنيا او فقيرا فاللّه اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا)((196)) .


2 ـ ونفس هذا المعنى جا بشكل آخر في قصه حكومة وقضا داود, حيث خوطب داود بقوله تعالى :.


(يـا داود انـا جـعـلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل
اللّه )((197)) .


وبـذلـك يـعـتـبـر القرآن ان الورع عن ((ام المفاسد)) ـ وهو اتباع هوى النفس ـ , احدشروط
الاساسية للحكومة بالحق , والنقطة المقابلة لها, هي الدرجة العالية من التقوى والمانعة من الانحراف
عـن مـسير العدالة والحق , الى درجة ان اقوى العواطف الانسانية كالعلاقات العائلية لا تستطيع ان
تؤثر سلبا في تلك التقوى .


3 ـ وفـي مـوضـع آخـر مـن الـقـرآن ـ نـجد انه يعتبر الحكم بما انزل اللّه من شروطالايمان
والـعدالة((198)) , ويؤكد على نبي الاسلام (ص ) ان يكون حكمه مطابقا لماعلمه اللّه (انا انزلنا
اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك اللّه )((199)) .


4 ـ وفي موضع آخر نجد القرآن الكريم يحذر النبي (ص ) من اتباع اهوا الناس ,فيقول : (وان احكم
بينهم بما انزل اللّه ولا تتبع اهوائهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ماانزل اللّه اليك )((200)) .


5 ـ كـمـا ويـحـذره من ان تؤثر العداات الشخصية في القاضي فيحكم بغير عدل ,بل لابد ان يكون
الـحـكم والشهادة مطابقين دائما للعدل والحق , سوا كانا في حق الصديق او كانا في حق العدو, يقول
تعالى في سورة المائدة : (ولا يجر منكم شتان قوم على ان لا تعدلوا, اعدلوا هو اقرب للتقوى ).


النتيجة :.


مـن خـلال الايـات الـمـذكورة والروايات الاسلامية وفتاوى كبار الفقها في الصفات الازمة للقضا
والـشـهادة , وكذلك الصفات الكمالية في القاضي , يمكن استفادة هذه النتيجة وهي ان الاسلام اعتنى
عناية خاصة بهذه المسالة , وتابع بدقة فائقة مسالة العدالة القضائية , والزم معتقديه بها بشكل يمنع عن
اي درجـة من الانحراف عن الحق والعدالة في القاضي مهما كانت قليلة حتى انه اهتم باصغر الامور
التي قد تؤثرفي عدالة حكم القاضي وتحرفه عن الحق , وحذر منها.


وحـتـى ما اضفنا الشرائط الاتية في الفصل اللاحق حول ((آداب القضا)) سيتضح لنا اكثر فاكثر
اهتمام الاسلام بهذا الامر بشكل تتصاغر معه شعارات العدالة التي ترفعها المدارس الاخرى .


/ 135