الجيوش المنظمة والتعبئة الجماهيرية : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الجيوش المنظمة والتعبئة الجماهيرية :



مـن خـلال آيـات كثيرة اخرى واردة في ابعاد مسالة الجهاد الاسلامي المختلفة يتضح الهيكل العام للقوات المسلحة في الحكومة الاسلامية وخصائصها, وتبدوامتيازاتها على سائر مناهج المجتمعات
الاخرى في الامور العسكرية .


وبـطبيعة الحال فاننا نعيش في عصر تعقدت فيه الفنون العسكرية جدا, واكتسبت طابع التخصص ,
فلا مفر من الاستفادة من القوى المتخصصة في هذه الفنون من كبارالضباط وذوي الرتب العسكرية
الـذيـن درسـوا فـنـون الـحرب وتمرنوا عليها, وعليه فمن اللازم ابقا مجموعة من هؤلا بعنوان
((الـكـوادر الـثـابـتـة )) في الجيش , ليهتموا ليلاونهارا بالامور الدفاعية والتخطيط والبرمجة
والاسـتـعـداد في كل لحظة لمواجهة الخطر الخارجي والداخلي , ولكن مع كل ذلك , فدور التعبئة
الـجـمـاهـيـريـة العامة محفوظ في محله , بل لا يمكن ان تؤدي المجاميع المذكورة اعلاه دورها
بـشـكـل فـاعـل ومـثـمـر بـدون الـتـعـبـئة العامة والقوات الجماهيرية , كما شاهدنا دور هذه
الـقـوات الـجـمـاهـيرية في الحرب العدوانية التي فرضت على الجمهورية الاسلامية ولمدة ثمان
سنوات , اذ لولا وجود قوات التعبئة الجماهيرية , لاحتلت القوات العراقية المعادية مساحات عظيمة
مـن اراضـي ايران , وقد كانت هذه القوات العظيمة البطلة هي التي صدت قوات صدام المدعومة من
القوى الاستكبارية العظمى كل الدعم .


ولـذا, فـان تـصور البعض ان دور التعبئة الجماهيرية العامة خاص بذلك الزمن الذي لم تكن الفنون
الـعـسـكرية قد تعقدت وتطورت فيه كما هي عليه اليوم ـ كزمن النبي الاكرم (ص ) تصور خاطئ
جدا.


واليوم ايضا لا يمكن انكار دور قوات التعبئة الجماهيرية في الدفاع عن الدول الاسلامية , والشاهد
الاخر على هذا الموضوع مجاهدو فلسطين المحتلة , فنحن نعلم جيدا ان الذي اقلق اسرائيل وسلب
الـنـوم من عينيها في الاراضي المحتلة هوالقوات الجماهيرية غير النظامية والتي تتشكل غالبا من
الـشـبـاب والـصـبيان ذري الاعمار الصغيرة , والذين لا يمتلكون السلاح الا الحجارة في مواجهة
اسرائيل فـلـو لـم نكن نعيش نماذج عينية لهذه القضية , فسوف يصعب تصديق وجود افراديقاتلون بالحجارة
ويؤرقون العدو في عصر الاسلحة المتطورة والقنابل الذرية والصواريخ العابرة للقارات فـفي فلسطين المحتلة , لا يوجد جيش نظامي يواجه اسرائيل , وكل ما يوجد انماهو افرات تعبوية
وقـوات جماهيرية غير منظمة , اكتسبت بمرور الزمن تجربة جيدة وخبرات كثيرة حتى صارت
عـمـلـيا وكانها جيش مدرب , مع وجود مجاميع لا تزال تحارب بنفس الطرق البدائية ومع ذلك فقد
اقلقت العدو المجهز باحدث انواع الاسلحة



وعليه ينبغي على الحكومة الاسلامية ان لا تتساهل في مسالة الاستفادة من قوات التعبئة الجماهيرية مطلقا.


وعـدم وجـود قوات تعبوية جماهيرية في الدول الصناعية المتطورة , وعدم استفادة تلك الدول من
الـجماهير, ليس الا لعدم اعتقاد هؤلا بوجوب الجهاد بعنوان فريضة الهية عظيمة , فهؤلا يرون ان
الحرب مسئولية الدولة فقط, اما في الاسلام فان الجهاد وظيفة كل فرد فرد من افراد المسلمين .


ان عـظـمة الشهادة وعظمة مقام الشهدا في الاسلام ليس امرا معروفا عند غيرالمسلمين , ومن هنا
فان دواعي التعبئة الجماهيرية غير موجودة عند الاخرين , اماعند المسلمين فهي موجودة دائما.


وطـبـيـعـة الحال , فان تلك الدول التي لا تعتقد بمثل هذه الثقافة عند ما يصل حدالسيف الى رقابها,
وتـتـعرض بلادهم لخطر الفنا فانها قد تفكر في الاستعانة بتشكيل قوات تعبئة جماهيرية , اما في
الاسلام فان هذه القوات موجودة على الدوام .


ولـذا, فـعـلـى الـحكومة الاسلامية وبعد الافتخار بهذه الثقافة الدينية , ان تهتم جدابقوات التعبئة
الـجـماهيرية حتى في زمن الصلح , بل عليها ان تدرب قوات التبعئة الجماهيرية بمرور الزمن على
الـفنون العسكرية المتناسبة مع عصرها, حتى يتمكن كل من يقدر على حمل السلاح من التوجه الى
ميدان المعركة ساعة الخطر.


ومـن ذلـك تـكـريـم مـقام الشهدا واحترام عوائلهم وتقديرهم المادي والمعنوي جز من ارشادات
الاسـلام , ومـن الـتـدابـيـر الاساسية لحفظ روح التعبئة الجماهيرية الجهادية وبقائها في اوساط
المسلمين , ولو نسي الامر فانه سيترك بدون شك تاثيرات سلبية خطيرة وكثيرة في تضعيف الروح
الجهادية عند المسلمين .


وكـم هـو جـميل ان يكون الى جنب كل مسجد من مساجدنا وحدات للتعبئة الجماهيرية , وان تعتبر
الـتـعـبـئة الـجـمـاهـيرية عبادة كبيرة الى جنب الصلاة وهذه الامورلا يمكن تحققها الا في ظل
الاعـتـقـادات الصحيحة والثقافة الدينية , وهي من الاسلحة الاستراتيجية التي نمتلكها اليوم والتي
حرمت منها الدول الالحادية وان كانت مجهزة باحدث انواع الاسلحة والتدريبات العسكرية :.


ويتضح لنا من خلال الاية الشريفة : (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة )((394)) والتي مرالحديث
عـنها في البحث السابق , ان على المسلمين ان يحفظوا استعدادهم وقدراتهم العسكرية حتى في زمن
الـصـلـح فـاذا تـطـورت الـفنون العسكرية الحربية يومابعد آخر فان على المسلمين ان يتدربوا
بـاستمرار بحسب ما يتناسب مع ذلك التطور,كما ان عليهم ان يحصلوا على تلك الاسلحة المتطورة
بـاي ثـمـن كـان , ومـع الاخـذ بنظرالاعتبار ان كلمة ((قوة )) تشمل كل انواع القوى المادية و
المعنوية , البشرية وغيرالبشرية , فلابد من اعداد كل ذلك .


ونـقـرا في الاية (71) من سورة النسا: (يا ايها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفرواثبات او انفروا
جـمـيـعـا), وبـعد الاخذ بنظر الاعتبار ان ((الحذر)) بمعنى اليقظة والفطنة والاستعداد الدائم
لـمـواجهة المخاطر, وقد تاتي احيانا بمعنى الوسيلة التي يمكن بهامواجهة الخطر, يتضح لنا جيدا
لزوم الاستعداد الكامل الدائم عند المسلمين في مقابل الاعدا.


وجملة (فانفروا ثبات او انفروا جميعا) مع الالتفات الى ان النفر هو الرحيل والهجرة , تدل على انه
لا يـنـبـغـي لـلـمسلمين الجلوس في البيوت انتظارا لهجوم العدو,بل عليهم ان يستعدوا لاستقباله
ومواجهته ـ قبل ان يهجم عليهم ـ ويهجموا عليه مستفيدين من الاساليب القتالية المختلفة لهذا الامر,
فتارة يهجموا بصورة مجاميع متفرقة , واخرى بصورة حرب عصابات , وتارة بشكل جيش منظم يبدا
بالهجوم على العدو, فيقاتلوا في كل ظرف بما يتناسب معه .


/ 135