الحكومة الاسلامية والسلام - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحكومة الاسلامية والسلام



لا شـك فـي ان الـحرب واراقة الدما والتخريب مضافا الى منافاتها للفطرة السليمة , فانها لا تنسجم ايضا مع قوانين عالم الوجود.


فـالـحـرب , نـوع مرض وانحراف ولجؤ الى العنف للوصول الى الاهداف الظالمة ,وحتى الحروب
الـمقدسة التي تتميز بجنبة دفاعية عن الحق والعدالة , انما تنشا نتيجة انحراف مجموعة من الناس
عن الصراط المستقيم , وتارة تفرض على بعض الافراداو الامم .


فـحـصـيـلـة الحرب دائما هي الدمار واتلاف الانفس والاموال وتخريب المدن والعمار, وتاصيل
العداوات والبغضا.


ولذا ينبغي اجتناب الحروب حد الامكان , واستغلال القوى البشرية والمنح الالهية في طريق اعمار
المجتمعات .


نـحـن نعرف ان جهادا وقتالا دائما يدور في داخل وجود كل انسان , وهو الجهادضد الميكروبات
الـخـارجـية , فخلايا الدم البيضا التي تعتبر في الواقع جنودا مدافعة عن دولة الجسد في حالة قتال
دائم ومـريـر مـع انـواع الـمـيـكـروبـات التي ترد الجسد عن طريق ((الما)) و ((الهوا)) و
((الجروح )).


وهذه الحرب في الواقع , حرب دفاعية ايضا, فلو كانت الظروف بنحو لم تهجم فيه تلك الميكروبات
على هذه الدولة , لخمدت نيران هذه الحرب .


يحاول بعض العلما الذين جندوا طاقاتهم لخدمة المستعمرين ان يصورواالحرب على انها امر موافق
للطبع البشري , فيضفون الشرعية على استخدام المستعمرين القوة والعنف لتحقيق اهدافهم الخبيثة
الـتـوسعية , فهولا يتشبثون باصل الصراع من اجل البقا وهو احد اصول داروين الاربعة ويقولون :
((يـنـبـغـي ان تكون الحرب والصراع بين البشر قائمة على قدم وساق والا عم الخنوع والضعف
الارض ,وتـاخـر نـسـل البشر الى الورا الضعفا وزوالهم وبهذا تتحقق مسالة انتخاب الاصلح وقـد يـسـتـدل احـيانا ببعض آيات القرآن ـ التي يفسرونها تفسيرا محرفا بالاعتمادعلى الراي ـ
لاثبات هذا الموضوع .


ولـكـن هـذا الاسـتـدلال ضعيف جدا, اذ على فرض قبول هذا الاصل ـ الصراع من اجل البقا ـ في
خـصـوص الـحيوانات المفترسة المتوحشة ـ وهو راي مردود من قبل العلما الذين نقدوا الاصول
الـدارويـنية ـ فلا يمكن ان نقبل ذلك في عالم الانسانية , اذان البشر يمكنهم ان يتكاملوا عن طريق
التعاون البقائي والاستباق السالم للرقي , كمايفعلون ذلك في ميدان الصناعة والسياسة بين الاحزاب
والـمـجـامـيع المتنافسة في دنيا اليوم , وعلى هذا الاساس فان حياة البشرية اليوم مبتنية على اصل
التعاون من اجل البقا لا الصراع من اجل البقا.


وعـلـى كـل حـال , لا نجد اي دليل يمكنه توجيه الحرب واضفا المشروعية عليهاوخاصة في مثل
حـروب هذا العصر التي لا يمكن جبران الخسائر الناجمة عنها في قرون , سوا الخسائر البشرية
او الصناعية والزراعية وغيرها.


والدماغ السقيم المريض فقط هو الذي يمكنه تبرير مثل هذه الحروب .


وبعد هذه الاشارة نعود للقرآن المجيد, ونحقق في روح السلم في الحكومة الاسلامية :.


1 ـ (يـا ايـهـا الـذيـن آمـنـوا ادخـلـوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو
مبين )((400)) .


2 ـ (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اللّه انه هو السميع العليم )((401)) .


3 ـ (فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و القوا اليكم السلم فما جعل اللّه لكم عليهم سبيلا)((402)) .


4 ـ (وان طـائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى
تـبـغـى حـتـى تـفـئ الـى امـر اللّه فـان فـائت فـاصـلـحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان اللّه يحب
المقسطين )((403)) .


5 ـ (والصلح خير)((404)) .


6 ـ (واذا تولى سعى فى الارض ليفسد ويهلك الحرث والنسل واللّه لا يحب الفساد)((405)) 7
ـ (ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا)((406)) .


/ 135