صفات وشروط المسؤولين التنفيذيين :
تـناول القرآن الكريم وبشكل صريح في ثلاث من آياته المباركة ـ وعلى نحوالاشارة في العديد من الايات الاخرى ـ صفات وخصائص العمال اللائقون في الحكومة .
فـقرا اولا في قصة طالوت وبني اسرائيل : ((عندما اعترض بنو اسرائيل على انتخاب طالوت من
قبل نبيهم (اشموئيل ) لقيادة الحكومة , وقالوا بعدم جدارته بسبب عدم امتلاكه المال والثروة (وعدم
انـتـسـابه الى احدى العوائل والاسرالمعروفة في بني اسرائيل ), خاطبهم نبيهم قائلا: لقد اوتي
اثـنـتـيـن من الصفات : سعة العلم , وقدرة في الجسم , وبسبب هاتين الصفتين (العلم والقوة ) اختاره
اللّه تعالى (سورة البقرة ـ الاية 24).
وبـنـا عـلـى ذلك فقد عد القرآن الكريم صفتي العلم والقوة على انهما يمثلان الشرطين الاساسيين
لرئيس الحكومة الاسلامية اولا, ومن ثم يشمل ذلك جميع العاملين في تلك الحكومة ايضا.
ويشير القرآن الكريم في قصة يوسف (ع ) الى شرطين آخرين ايضا فيما يتعلق بالمدرا والموظفين
فـي الـمـستويات العليا للحكومة كالعاملين على حفظ بيت المال (وزير المالية ) اذ يقول تعالى : (قال
اجعلنى على خزائن الارض انى حفيظ عليم )((114)) .
وفي قصة موسى وشعيب ايضا اشار القرآن الكريم على لسان بنات شعيب الى شرطين آخرين ايضا
بـخـصـوص الـعـمـال الـلائقـون : (قـالـت احداهما يا ابت استاجره ان خير من استاجرت القوى
الامين )((115)) .
وبنا على ذلك فان القرآن الكريم يشترط العلم والوعي والعقل , والقوة والقدرة ,والامانة والاستقامة
فـي جـمـيـع المستويات , بدا برئيس الحكومة ومرورا بالوزراوحتى العاملين الصغار ـ مع تفاوت
المناصب .
وقـد تـمت الاشارة ايضا في العديد من الايات المباركة في القرآن الكريم , الى هذاالمطلب , وذكر
فيها بعض الشروط التي ينبغي توفرها في العاملين في الحكومة ,ومنها:.
1 ـ اجتناب التعاطي مع المسرفين : (ولا تطيعوا امر المسرفين )((116)) .
2 ـ اجتناب التعاطي مع السفها: (ولا تؤتوا السفها اموالكم التى جعل اللّه لكم قياما)((117)) .
3 ـ اجتناب اتخاذ المضلين : (وماكنت متخذ المضلين عضدا)((118)) .
4 ـ اجتناب المكذبين : (ولا تطع المكذبين )((119)) .
5 ـ اجـتـنـاب الهمازين والنمامين والمناعون للخير والمعتدين الاثمين والحاقدين والسيئين : (ولا
تطع كل حلا ف مهين ـ هماز مشا بنميم ـ مناع للخير معتد اثيم ـ عتل بعدذلك زنيم )((120)) .
6 ـ عدم اتباع هوى النفس : (ولا تتبعوا الهوى ان تعدلوا)((121)) .
7 ـ واخـيرا ضرورة اتباع المؤمنين والتعاون معهم وعدم الاستفادة من غيرالمسلمين في المناصب
الـحـسـاسـة والـذي يـؤدي الى تسلطهم على المسلمين : (ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين
سـبـيلا)((122)) وتمثل هذه بعض الشروط والصفات التي من الضروري مراعاتها لدى القائمين
على اعمال الحكومة الاسلامية .