مجلس الشورى وانتخاب النواب - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مجلس الشورى وانتخاب النواب




يـجب علينا هنا ان نبحث اولا مسالة اهمية الشورى في الاسلام , ومواردها,وصفات الذين ينبغي ان نستشيرهم .



اهمية وضرورة المشورة :



تعد مسالة المشاورة وخاصة في الامور الاجتماعية وما يتعلق بمستقبل المجتمع من اهم المسائل التي عـرضـهـا الاسـلام بـدقـة واهمية خاصة , ولها مكانة متميزة في آيات القرآن الكريم والروايات
الاسلامية وتاريخ ائمة الاسلام العظام .


وقد جا الامر بالمشورة في عدة آيات من القرآن الكريم .


ففي الاية ((159)) من سورة آل عمران امر اللّه تعالى رسوله الكريم (ص ), بان يشاور المسلمين
في الامور المهمة وهو قوله تعالى : (وشاورهم في الامر).


وفـي الايـة ((38)) مـن سورة الشورى , وعند بيان الاوصاف المتميزة للمؤمنين حقايقول تعالى :
(والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلوة وامرهم شورى بينهم ).


وكما تلاحظون في هذه الاية , ان مسالة الشورى هي بمستوى الايمان باللّه تعالى والصلاة , اذ يبين
ذلك اهميتها الاستثنائية .


ويـقـال احـيـانـا ان السبب في صدور الامر الى الرسول (ص ) بمشاورة الناس كان لغرض احترام
الـمـسلمين واشراكهم في المسائل الاجتماعية فقط ذلك ان الذي يعزم على الامور في نهاية المطاف
هـو شـخـص الـرسول 0ص ) وليس الشورى , وهذا هوقوله تعالى في نهاية الاية الكريمة : (فاذا
عزمت فتوكل على اللّه ).


ولـكـن من المسلم به ان المراد من الاية الكريمة في نهايتها ليس المقصود به ان يقوم الرسول (ص )
بمشاورة الناس ومن ثم لا ياخذ بوجهات نظرهم وآرائهم ,ويختار طريقا آخر, ومثل هذا الاسلوب
لا يـنـسـجـم اولا مع الهدف الذي تقصده الاية (لانه سيصبح سببا لعدم احترام الراي العام , ويؤدي
بـالـتـالـي الى انزعاج المسلمين وترتب نتائج عكسية ), ولا ينسجم من جهة اخرى مع تاريخ النبي
الاكـرم (ص )ايـضـا, لانـه (ص ) عـنـدما كان يشاور الناس في الحوادث والملمات المهمة , فانه
كـان يـحـترم آرا الناس , حتى انه كان يتجاهل احيانا وجهة نظره الكريمة , بهدف تقوية ودعم مبدا
المشاورة بينهم .


تجدر الاشارة الى ان آية المشاورة ونظرا للايات الورادة قبلها وبعدها, يراد بهاغزوة ((احد)),
ونعلم انه في مسالة احد, لم يكن الرسول (ص ) موافقا على الخروج بالجيش من المدينة , ولكن بما ان
اكثرية آرا المسلمين استقرت على هذا الامر, فقدوافق (ص ) على الخروج((82)) .


وعـلـى فـرض ان هذه الاية تعطي هذه المزية للرسول (ص ) بان تكون مشاورته للناس ذات جنبة
تـشـريفية , الا ان الاية الواردة في ((سورة الشورى )) والتي توضح القانون العام للمسلمين بشكل
واضـح وجـلـي , تؤكد على ان الامور المهمة يجب ان تنجز من خلال الشورى بين المسلمين , وان
الشورى تلعب دورا مصيريا.


ومـن الـبـديهي ان العمل بالشورى يكون في المسائل التي لم ينزل بها حكم خاص من قبل اللّه تعالى ,
وعندما نقول بان الشورى في مسالة خلافة الرسول (ص ) لا اعتبارلها, بسبب وجود امر خاص من
قبل اللّه تعالى في هذا المجال , ومع تعيين الوصي وخليفة الرسول (ص ) عن طريق الوحي ومن خلال
شخص رسول الاسلام (ص ), لم يبق مجال للشورى بعد ذلك .


وبـعـبارة اخرى , ان الشورى يعمل بها دائما في المواضيع , وليس في الاحكام التي صدر حكمها من
قبل اللّه تعالى .


وعـلى اي حال فان مسالة الشورى التي ذكرت في الاطار المبين اعلاه , تعد ركناومبدا اساسيا في
الاسـلام اذ ان الـتـعـبير بكلمة ((امر)) اشارة الى الامور المهمة , وخاصة المسائل التي يحتاجها
المجتمع , ويحمل هذا المصطلح مفهوما واسعا لدرجة يشمل معها جميع الامور السياسية والعسكرية
والاقتصادية والثقافية المهمة .


وقـد صـدر الامـر بـالـشـورى في القرآن الكريم كذلك في الامور المهمة المتعلقة بنظام الاسرة
(الـمـجـتمع المصغر, ومن ذلك فطام الطفل قبل بلوغ الحولين الكاملين اذ يشير الى مبدا الشورى ,
وهو قوله تعالى : (فان ارادا فصالا عن تراض منهما وتشاورفلا جناح عليها)((83)) وهذا دليل
على الاهمية البالغة للشورى في الامور.


/ 135