اسرى الحرب - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اسرى الحرب




تمهيد:.


يؤسر عادة في اكثر الحروب عدد من الاسرى , وذلك لحصول ظروف في اثناالحرب لم يعد بامكان
هـؤلا الاسـتمرار بالقتال او التراجع الى الخلف , كان تنفذمعداتهم او ينفذ طعامهم او يحاصروا من
قبل القوات الرقيبة , حتى يصبح القتال بالنسبة لهم نوع من الانتحار, ولذا يضطروا الى التسليم .



والعقل والمنطق يحكمان بعدم جواز قتل هؤلا, بل ينقلوا الى الخطوط الخلفية للجبهات , ويعتقلوا في
امـاكن محروسة , مضافا الى امكان الاستفادة منهم في تبادل الاسرى , او الاستفادة منهم في ممارسة
الـضـغـط على العدو والحرب النفسية لاجباره على الكف عن الاستمرار بالقتال او كسب امتيازات
معينة حين الصلح .



والاهـم مـن هـذا كله , فان اراقة الدما تحتاج الى مسوغ ومبرر, وفي حالة استسلام العدو لا يبقى
وجه لذلك .



ولـذا فـان مـسـالة وقوع الاسرى في الحروب امر عادي وكذلك الحال في الاسلام ,ونلاحظ ان
الاسـلام قـد شـرع احـكـاما عديدة ومهمة في الاسرى , ينبغي على الحكومة الاسلامية العمل بها
وتطبيقها مع اسراها.



وبهذه الاشارة نعود الى القرآن وندرس احكام اسرى الحرب من وجهة نظره :.



1 ـ (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منابعد واما فدا)
((412)) .



2 ـ (ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن فى الارض تريدون عرض الدنيا واللّه يريد الاخرة
واللّه عزيز حكيم )((413)) .



3 ـ (يا ايها النبى قل لمن فى ايديكم من الاسرى ان يعلم اللّه فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ
منكم ويغفر لكم واللّه غفور رحيم )((414)) .



تفسير واستنتاج :.



تـخاطب الاية الاولى المسلمين وتذكرهم باستعمال الشدة والقاطعية في الحرب ,فتقول اولا: (فاذا
لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ).



وواضح ان كلمة ((لقيتم )) هنا ماخوذة من ((اللقا)) بمعنى الحرب لا كل لقا, وخيرذليل على ذلك
هو ذيل الاية حيث تتحدث عن اسرى الحرب .



وبـعد التامل فيما مر من ان الحرب في الاسلام كانت دائما دفاعية ومفروضة على المسلمين , تتضح
مـنـطـقية الامر اعلاه وذلك لان المسلمين اذا لم يظهروا الشدة والقاطعية قبال هجوم الاعدا, فان
الـفشل سيكون حليفهم لا محالة , فكل انسان يواجه عدوا سفاكا للدما, اذا لم يوجه الضربات المهلكة
للعدو, فانه سيدمر نفسه .



ثم تضيف الاية : (حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق ).



واكـثـر الـمـفسرين قالوا بان هذه الجملة تعني التشديد على العدو والاكثار من قتلهم , ولكن وبعد
الالـتـفـات الـى ان هذه الجملة ماخوذة من مادة ((ثخن )) بمعنى ((الغلظة )) والصلابة فانه يمكن
حـيـنـئذ تفسيرها بالنصر والغلبة التامة على العدووالسيطرة الكاملة عليه , اي ينبغي ان يستمروا
بـالـقـتال بقوة واقتدار حتى يغلبوا العدو(وعليه فليس الهدف هو اراقة الدما وانما الهدف هو الغلبة
على العدو).



وعلى اي حال , فان الاية اعلاه ناظرة الى امر عسكري مهم وهو وجوب متابعة الحرب وعدم ايقافها
مـالم يتم التغلب على العدو وكسره واخذ الاسرى , لان ايقاف الحرب يكون سببا في زعزعة موقع
المسلمين في الحرب , وان الانشغال بنقل الاسرى الى الخطوط الخلفية يشغل المقاتلين عن اهدافهم
الاساسية .



وتـعـبـيـر ((شدوا الوثاق )) اشارة الى ضرورة احكام قيد الاسرى والتدقيق في حبسهم , كي لا
يهربوا من الاسر, فينقلبوا على مقاتلي المسلمين .



ثم تبين الاية حكم الاسرى وتقول : (فاما منا بعد واما فدا).



فـهـنـا تـخـيـر الـمـسلمين بين امرين , اطلاق الاسرى بلا مقابل , او مقابل الفدية (ويرادبالفدية
((الغرامة )) التي يتحملها العدو في ازا اطلاق سراح اسراه , وهي في الواقع جز من الخسائر التي
تسبب بها في عدوانه ).



والـنـكـتـة الـمـهمة هنا هي ان فقها الاسلام وتبعا للروايات , ذكروا طريقا ثالثا في المسالة وهي
اسـتـرقاق الاسرى , ولكن لم ترد اشارة الى ذلك في الاية الشريفة على الرغم من مسالة استرقاق
الاسـرى كانت امرا عاديا في ذلك الزمان , وقد يكون ذلك باعتبار ن ((الاسترقاق )) ـ وكما ذكرنا
ذلـك مـفصلا في محله ـ كان حكما مقطعيا متناسبامع شرائط خاصة , وكان نظر الاسلام هو ان يتم
تـحـريـر هـؤلا العبيد تدريجيا حتى لايبقى شي باسم الاسترقاق , ولهذا فان الاية اشارة فقط الى
الـطريقين الاولين اي الاطلاق بلا مقابل او في مقابل الفدية (وتبادل الاسرى بين الطرفين نوع من
اخذالغرامة في مقابل اطلاق سراح الاسرى ).



كما انهم ذكروا طريقا رابعا في الكتب الفقهية للاسرى (وهو قتل الاسرى ) ولم تذكره الاية ايضا,
وذلـك لان قـتـل الاسـيـر ليس حكما اساسيا في الاسرى , بل هواستثنا يتم اجراؤه في خصوص
الاسرى الخطرين ومجرمي الحرب لا في كل اسير((415)) .






ومـمـا ذكـرنـا يـتـضح ان حكم الاية ليس منسوخا, ولا دليل على نسخة , وعدم ذكربعض احكام الاسرى فيها, له دليل وجيه .



وفـي الاية الثانية اشارة الى كيفية اسر الاسرى , تقول : (ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن
فى الارض ).



وتعبير (يثخن فى الارض ) وكما اشرنا سابقا لا يعني المبالغة في اراقة الدماوالاكثار من القتل , بل
ومـن خـلال جملة (فى الارض ) يتضح ان المراد هو تحكيم المواقع على ارض المعركة والتفوق
عـلـى العدو, والسيطرة على المنطقة , وحتى لوفرضنا بان معناها هو اراقة الدما فانما هو من اجل
كسر شوكة العدو والغلبة عليه .



وفي الواقع فان هذا التعبير شبيه جدا بما جا في ذيل الاية حيث يقول : (حتى تضع الحرب اوزارها)
وهذا خير شاهد على تفسيرنا.



والـنـكتة المهمة هنا هي ان هذا تحذير المسلمين من اخذ الاسرى قبل تحقيق الاهداف المرسومة ,
بسبب ان بعض المسلمين الذين اسلموا حديثا, كان هدفهم الاساسي هو اخذ الاسرى , ليحصلوا على
مـبـلـغ اكـبر من المال عند الفدا, وكان ذلك يؤدي الى تماهل هؤلا في ادا مسؤولياتهم الخطيرة في
الـحـرب وعدم اكتراثهم بالاخطار المحتملة ضد المسلمين , وانشغالهم بالامور الثانوية , فيتعرض
جـنـدالاسـلام الـى ضربة مهلكة , كما حدث ذلك في معركة احد وانشغال بعض المسلمين في جمع
الغنائم .



ولذا يقول تعالى في ذيل الاية : (تريدون عرض الدنيا واللّه يريد الاخرة واللّه عزيزحكيم ).



ثـم ان الـمستفاد من الاية هو ان اخذ الاسرى لم يكن في عصر نبي الاسلام (ص )فقط, بل كان ذلك
امـرا جـاريـا في عصور الانبيا السابقين ايضا, غاية الامر ان هذه الاية تؤكد على ان اخذ الاسرى
يـنـبـغـي ان لا يـكـون لاجـل الربح المادي ,فكم من مورد تقتضي فيه مصلحة المسلمين ان يطلق
المسلمون سراح اسرى العدوبدون اخذ الفدية منهم .



والـمـلفت للنظر هنا هو ان القرآن الكريم يحذر في الاية اللاحقة اولئك الذين يضحون بالمصلحة
الـعـامـة واهـداف الحرب المهمة من اجل مصالحهم الشخصية المادية , فيعرضون مصلحة المجتمع
لـلـخـطـر, تقول الاية : (لولا كتاب من اللّه سبق )(وهو انه لا يعذب امة بلا حجة ) (لمسكم فيما
اخذتم ) (الاسرى الذين اخذتموهم لاغراض دنيوية ) (عذاب عظيم ).



ومـن مـجموع هذه العبارات , يستفاد بوضوح ان اخذ الاسرى لابد ان يتم اولا بعدالسيطرة الكاملة
على العدو (ولو في موقع معين من الجبهة ), وثانيا ان اخذ الاسرى يجب ان لا يكون لاغراض مادية
اي لاخذ الفدية مقابل اطلاق سراحهم فيما بعد, اذفي كثير من الاحيان تستوجب المصالح الانسانية
ومـصـلـحة المسلمين ان يتم اطلاق سراح هؤلا الاسرى بلا مقابل , وفي مثل هذه الظروف يصعب
على المسلمين الذين اسروا هؤلا الاسرى لاغراض مادية اطلاق سراحهم والامتثال للحكم الالهي .



وفي الاية الثالثة , نجد بعض التعزية للاسرى بما يدل على احترام الاسلام لهم ولاحاسيسهم , تقول
الايـة : (يـا ايـها النبى قل لمن فى ايديكم من الاسرى ان يعلم اللّه فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما
اخذ منكم ويغفر لكم واللّه غفور رحيم ).



وكـلـمـة ((خـيـرا)) فـي الـجملة الاولى اشارة الى الايمان والاسلام واتباع الحق , والمردمن
((خـيـرا)) في الجملة الثانية هو الثواب الالهي المادي والمعنوي الذي يحصل عليه هؤلا في ظل
الايـمـان باللّه , وهذا افضل بكثير من المبالغ التي دفعوها بعنوان الفدية او التي خسروها في ساحة
الحرب .



وجملة (ان يعلم اللّه ) وكما ذكرنا ذلك مرارا بمعنى التحقق ـ المعلوم ـ اذ ان علم اللّه شمل كل شي
مـن الازل , ولا يـحدث شي في علمه او يزيد او ينقص , الا المعلومات التي تتحقق على اثر مرور
الزمن مثل وجود نية او اعتقاد في قلب الاسير.



ومضافا الى هذا الثواب , فان لطفا الهيا آخر يشملهم وهو غفران ذنوبهم , والذي يشغل بالهم لا محالة
بعد ايمانهم ويعذب روحهم , فالمغفرة الالهية تسكين لهم .



كان هذا تفسيرا مضغوطا للايات القرآنية الواردة في الاسرى , واستنتاجاتها.



/ 135