اركان الحكومة الاسلامية
المقدمة :.
نحن نعلم ان اية حكومة بحاجة الى ثلاثة اركان اساسية , ليس بمقدورها مواصلة الحياة بدونها:.1 ـ ركن التقنين (وضع القوانين ).
2 ـ ركن التنفيذ.
3 ـ ركن القضا.
فلابد اولا من توفر القوانين القادرة على معالجة مشاكل المجتمع ولتنظيم علاقات الناس فيما بينهم ,
والـعـمـل على تحريك عجلات المجتمع على طريق الرقي والتكامل , سوا كان مصدر سن القوانين
الـوحي الالهي تارة , وبارادة احد الافراد على من حوله تارة اخرى , واحيانا بمجالس سن القوانين ,
الذي سنتحدث عنه لاحقا.
وحـتـى المجتمعات التي تدار وفق القوانين الالهية , والتي تستمد قوانينها من مصدر الوحي , تحتاج
هـي الاخـرى ايـضـا الى سلطة مقننة كي تعمل على تطبيق القوانين الالهية العامة على الاحتياجات
الـيـومـية للناس , وتعمل ايضا على تطبيق المسائل الجزئية واحتياجات كل زمان التي يعرض عليها
الـتـغيير والتبديل بمرورالزمان على المسائل التي هي محل ابتلا, او كما يصطلح على ذلك ((رد
الفروع الى الاصول )) او بتعبير آخر, تقوم بعملية ((التقنين الموضوعي )).
وبـعد ان تكتب متون القوانين وتجعل موضع التنفيذ والعمل , يجب يوكل امرتنفيذها بيد مجموعة من
الافـراد يـقـومون بتطبيقها على المجتمع , فلو كانت هذه القوانين بحاجة الى مقررات تنفيذية يقوم
هؤلا بتدوين هذه المقررات , وان لم تكن حاجة الى ذلك , ينتقلون مباشرة الى مرحلة التطبيق , وهذا
ما يعمل به في عالم اليوم والمسمى ب ((السلطة التنفيذية )) او ((الحكومة )).
ولـلـدول ايضا رئيس يعبر عنه احيانا برئيس الجمهورية , واحيانا رئيس الوزرا,واخرى بالصدر
الاعـظـم , وهـؤلا ايـضـا يقومون بدورهم بتعيين الوزرا والمدراالعامون , ومدرا الدرجة الاولى
ورؤسـا الاقـسـام والـشـعب , اذ يقسمون بينهم الواجبات التنفيذية , ويطبقون من خلالهم برامجهم
الحكومية .
وفـي هذا الخضم يحتمل حدوث مشاكل واختلافات بين الناس , او بين دوائرالدولة , او بين الدولة
والناس في المسائل الحقوقية المختلفة , والسلطة التي تاخذعلى عاتقها تشخيص الظالم من المظلوم
وصاحب الحق من المدعي الفاقد له ,تسمى ب ((السلطة القضائية )), ولاشك في ان الحكم الصادر من
قبل هذه السلطة ,يحتاج بعد صدوره ايضا الى السلطة التنفيذية لغرض تنفيذه والتي يجب ان تنفذهذه
الاحكام بشكل دقيق .
وفي هذا المجال توجد اقسام اخرى في النظام , قد نتصور احيانا بانها تشكل اركانا مستقلة بحد ذاتها
ومـن الـمـمـكـن ان يـنـظـر لها على انها تمثل الركن الرابع والخامس وما شاكل ذلك , كالشرطة
والاسـتـخـبارات , وكذلك التربية والتعليم والمؤسسات الخبرية والقوات العسكرية وقوى الامن
الداخلي .
الا انـه مـن الواضح ان هذه الامور تعد جز من السلطة التنفيذية وبمنزلة الاداة بيدها اذ تستخذمها
لغرض تنفيذ القوانين بافضل الطرق واكثرها تاثيرا.
وتـقـوم الاستخبارات بكشف النقاب عن المؤمرات السرية , وتضع المعلومات الوافية عن الحوادث
التي تقع هنا وهناك بين يدي المسؤولين التنفيذيين , ليتسنى لهم احباط تلك المؤامرات , والوقوف على
مـا يـضـر الـمـجـتمع وما ينفعه لاتخاذالموقف المناسب وفي الوقت المناسب ازائها, وكذلك تقوم
الـمـراكـز الـتـعـلـيمية والمؤسسات الخبرية بمساعدتهم للوصول الى اهدافهم من خلال الطرق
الـثقافية ,سيما وان افضل الطرق لتطبيق القانون هو الطريق الثقافي , الذي يدفع المجتمع الى تطبيق
القوانين بشكل ذاتي وآلي , ويصبح المجتمع بالتالي مصداقا لقوله تعالى :(ليقوم الناس بالقسط), وكذا
الحال بالنسبة للمراكز التي ذكرت آنفا.
وبـعـد هذه الاشارة المختصرة نعود الى القرآن المجيد ونبحث عن كل من هذه الاركان الثلاث في
آيات القرآن الكريم .