ضرورة الحكومة في المنظار العقلي : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ضرورة الحكومة في المنظار العقلي :



كـان مـا ذكـرنـاه اعـلاه ضرورة الحكومة في المنظار القرآني و الروائي والتي اشارت جميعها وبـالادلـة الـدامـغـة عـلى ضرورة وجود الحكومة للمجتمعات الانسانية وهنانشير الى ضرورة
الحكومة و من خلال الادلة العقلية حتى تتضح المسالة لنا اكثر.



تـنـطلق هذه الادلة احيانا من منظار شخص يؤمن بالتوحيد, و احيانا اخرى نراهابمنظار الشخص
الـمـادي , حـيـث نلاحظ عاملا مشتركا بينهما وهو اعتقادهما بضرورة وجود الحكومة للمجتمع
البشري وان كانت آراؤهما تتفاوت و تتباين في احايين اخرى .



و يمكن الاشارة الى الادلة المشتركة في المنظار العام فيما يخص هذه الموضوع وهي :.



اولا: ان حـيـاة الانـسان تنطبع بطابع اجتماعي بحيث لو خلت حياته من هذه الصفة فانها ستكون في
ادنـى مستوى لها من الجاهلية والوحشية والا بنحطاط, لان كل المنافع و والاثار الايجابية والبناة
فـي حياة البشر بما فيها الحضارة والتقدم والكمال والعلوم والفنون والصناعات المختلفة , كلها نابعة
من بركة الحياة الاجتماعية والعمل المشترك والتعاون فيما بين البشر في المجالات المتعددة .



فـمـا لـم تـنـظـم الـطاقات الفكرية والبدنية البسيطة بعضها الى البعض الاخر, فلامجال لوجود
الـحـركات والانبعاثات العظيمة في المجتمع باي حال من الاحوال وببساطة : لو انفصل الانسان عن
المجتمع فانه حتما سيكون كالحيوان , فمن جهة نجد الرغبات والامال الداخلية والحياة الاجتماعية
الـتـي تـوهبه كل تلك القدرة والامكان للتقدم والتطور نحو الافضل , ومن جهة اخرى بما ان الحياة
الانسانية في داخل المجتمع على الرغم من كل تلك الالا والنعم لا تخلو من التنازع و المنافسة ليس
بـسـبـب غلبه الانانية وحب الذات فقط, بل لاشتباه الكثير من افراد المجتمع في تشخيص الحدود
والحقوق فيما بينهم , لذا فان دور القوانين هنا يكون ضروريالتحديد حقوق الافراد و تسد الطريق
امام التعديات والتجاوزات اللامشروعة .



كـذلك فان هذه القوانين لا يمكن ان تؤثر لوحدها في دحر التجاوزات والنزاعات الا اذا انبرى الى
تـنـفـيـذهـا افـراد يعتمد عليهم في المجتمع , وبعبارة اخرى , فالحكومة وحدها تستطيع ان تعزز
القوانين وتنفذها في المجتمع و تحول دون انتشار الفساد وسفك الدما والاعتدا على حقوق الاخرين
ـ ولو بصورة نسبية .



و لذلك نرى ان الاقوام البشرية و منذ القدم سعت الى ايجاد حكومة لها.



ثانيا: لو افترضنا انه يمكن للناس العيش بسلام بدون حكومة (وهو محال بالطبع ), فلا يمكن على اية
حال الوصول الى التقدم والكمال في العلوم والمعارف والصناعات و مختلف الشؤون الاجتماعية دون
وجود برنامج دقيق و مديرية عالمة ,وهذه هي اشكال اخرى للحكومة .



و مـن هـذا الـمنطلق فان جميع العقلا في العالم يؤكدون على ضرورة تشكيل الحكومة للمجتمعات
الـبـشرية الا ما يرى نادرا في كلمات بعض المؤيدين للشيوعية من انه لو قضي على النظام الطبقي
لـلـمـجتمع فلا تعود هناك ضرورة لاي حكومة , اذيعتقدون ان الدولة والحكومة انما تساعد على
الحفاظ على منافع الطبقة الراسمالية وحسب , و عندما يتم القضا على هذه الطبقية فانه لن يبقى سبب
لوجود الحكومة .



و لكن من الواضح ان كل ذلك انما هو محض خيال واوهام لا وزن لها في ميزان العقل والمنطق , ذلك
ان الـوصول الى حالة عدم وجود الطبقية في العالم , او ان يكون كل البشر في مستوى معاشي واحد,
انما هو حلم و خيال لا اكثر و خاصة في الوضع الحالي الذي تمر به المجتمعات البشرية .



و لـو فرضنا اننا يمكننا الوصول الى مجتمع كهذا والقضا على النظام الطبقي والحكومي الحافظ لهذا
الـنـظـام , تـبقى الحاجة الى برنامج دقيق و مديرية ضرورية للوصول الى التقدم العلمي والصناعي
والحفاظ على السلامة الاجتماعية والنظام والحرية و تامين الغذا والسكن و سائر الاحتياجات فهل
يمكن مثلا الاستغنا عن وزارة التربية والتعليم في سبيل وضع برنامج صحيح لفرض تعليم و تربية
التشبية ؟ وهل يمكن بدون وجود وزارة الصناعة الحفاظ على العوامل الصناعية ؟ و هل بالامكان رد
الـعـدوان والهجوم الاجنبي دون وجود وزارة الدفاع ؟ ولو افترضنا عدم حدوث حرب في العالم ,
فهل يمكن ايجاد النظم في المجتمع الانساني مع غياب قوى الامن في ذلك المجتمع ؟.



عـلى اية حال فان هذه المسالة تعتبر من البديهيات وهي ان المجتمع الانساني لايمكنه العيش بسلام
دون وجـود الحكومة ولو ليوم واحد وحتى الذين لا يؤيدون هذه القاعدة لم يصلوا الى اية نتيجة و
رجعوا خائبين .



صحيح ان الحكومات المستبدة والظالمة هي التي تكون يؤرة للفساد و منبع البؤس على طول التاريخ
للبشرية و لا تزال , و لكن لوحدث و تهدم النظام القائم لهذه الحكومات و تاخر تشكيل حكومة اخرى
تـخـلف تلك الحكومة ليوم او اكثر, في حالة غياب الحكومة , فستكون النتيجة لذلك الهرج والمرج
الـعـجـيـبـيـن و حـالة من اللاامن والتدهور وازدياد الشغب في جميع البلاد, و ستعلم ان وجود
الحكومة الظالمة افضل بكثير من غيابها.



وامـا الـذيـن يـؤمـنون بارسال الرسل وانزال الكتب السماوية من قبل اللّه تعالى فهم يفهمون مسالة
ضرورة الحكومة بشكل اوضح واكثر بيانا, لانهم يؤيدون من جهة الاهداف التي من اجلها بعث الانبيا
والتي ذكرت في المصادر اللاهوتية , اضافة الى الادلة العقلية التي تسندها, وان الوضع بدون تشكيل
الـحـكـومـة لا يمكن ان يطاق من جهة اخرى فمثلا ان مسالة التربية الصحيحة والتعليم و تزكية
النفوس و تطهيرها كل ذلك لا يمكن اجراؤه دون وجود الحكومة .



والان تـصوروا ان جميع المدارس والجامعات في عصرنا الحاضر هي تحت سلطة حكومة علمانية
او انها لا تعبر اهمية للقيم الدينية , وان وسائل الاعلام كالراديو والتلفزيون والصحف تدار ايضا من
قـبـل نفس النظام , ثم سعينا عن طريق النصائح والارشادات او على الاكثر الاستفادة من المساجد
والـمـنـابـر لتعليم الناس اهداف و مبادئ الانبيا و التعليم و التربية الدينية , فاننا حتما لن نصل الى
اي مـردود, بـل ستبقى انواره ضعيفة في قلوب بعض الاتقيا وهم اقلية , ولكن متى ماتشكلت حكومة
تـبـنـي اساسها على الايمان والتوحيد والاعتقاد باللّه و تؤمن بالمقدسات و تاخذ امر هذه المراكز
الحساسة على عاتقها, فان الامر حينئذسيختلف تماما.



وبـالـنسبة الى موضوع (العدالة الاجتماعية ) و (قيام الناس بالقسط) وهما الهدف الاخر فان الامر
يبقى هو هو, اذ كيف يمكن اقامة القسط والعدل مع وجود حكومة ظالمة تفتقد الى الايمان والدين او
عميلة و مرتبطة بالاستكبار والاستعمار؟.



وباختصار فان ايا من الاهداف التي جا من اجلها الانبيا لا يمكن تحقيق الجزالاعظم منها الا بوجود
الـحـكومة , و لذا نرى ان الرسول الاكرم (ص ) لم يكن ليتمكن من الوصول الى الاهداف الاسلامية
الـسـامية الا بعد ان قام بتشكيل الحكومة و كذلك الحال مع الانبيا الاخرين الذين استطاعوا التوصل
الـى الـتوفيق المنقطع النظير بعدان قاموا بتكوين الحكومة , بينما ظل اولئك الانبيا الذين لم يحققوا
نجاحا في تشكيل الحكومة مضطهدين من قبل الطبقات الفاسدة في مجتمعهم .



نـفـس الـحالة ستتواجد في آخر الزمان على ما ذكر, اذ لا يمكن نشر التوحيدوالعدل الا بتشكيل
الـحـكومة , حكومة المهدي (عج ) العالمية هذا من جهة , و من جهة اخرى فان الاحكام الاسلامية لا
تنحصر في اطار (العبادات ) و حسب , بل ان لدينا احكاما جمة تهتم بالشؤون السياسية والاجتماعية
للمسلمين , كاحكام الحدودوالديات والخمس والزكاة والانفال وما شاكل .



فـهـل يـمكن جمع حقوق المحتاجين كالزكاة و اخذها من الاغنيا دون وجودحكومة ؟ او هل يمكن
تـنـفـيـذ كـافـة الامـور القضائية في الاسلام ؟ كيف يمكننا ضمان اجرا الحدود والحد من اعمال
الـمفسدين ؟ واذا تعرض البلد المسلم الى الهجوم والعدوان , كيف يمكن بدون وجود الحكومة تعبئة
الجيوش المجربة و تهيئة الاسلحة المختلفة للدفاع عن حياض الاسلام و در الخطر الخارجي ؟.



و خـلاصة الكلام : انه من غير تشكيل حكومة عادلة و شعبية على اساس العقائدالدينية , فان القسم
الاعـظـم من الاحكام الاسلامية ستظل معطلة , لانه لا يمكن بدون مساندة و وجود الحكومة اجرا
الاقـسـام الـثـلاثـة الرئيسية في الدين الاسلامي ,(السياسيات ) وهو برنامج الحكومة و عمودها
الـفـقـري , و(الـمعاملات ) التي لا تستقرالا بوجود الحكومة , و حتى (العبادات ) كالحج و صلوة
الجمعة والجماعة , كل ذلك لا يمكن ان يتبلور و يتالق الا في ظل حكومة اللّه العادلة .


/ 135