الدعوة الى اصل اساسي مشترك : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الدعوة الى اصل اساسي مشترك :



والاية الرابعة تخاطب اهل الكتاب وتدعوهم الى اصل اساسي مشترك وهوالتوحيد وفروعه , يقول عزوجل :.


(قـل يـا اهـل الكتاب تعالوا الى كلمة سوا بيننا و بينكم ان لا نعبد الا اللّه و لا نشرك به شيئا و لا
يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون اللّه فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ).


والـدعوة الى القدر المشترك خير طريق للعيش بين مذهبين مختلفين , اذ لا يمكن عادة ان نطلب من
طـرف واحـد ان يـتخلى عن معتقداته ويتبع الطرف الاخر, وحتى لو كان ذلك مقبولا ومنطقيا فانه
غير ممكن عمليا, فالافضل ان نترك اتباع الاديان الاخرى على معتقداتهم اذا رفضوا قبول الاسلام
بـعـد بيان الادلة على حقانيته , وان نعمل ضمن القدر المشترك بيننا وبينهم , وخير مشترك بين كل
الاديان السماوية هواصل ((التوحيد)) في الذات والصفات .


وحـتـى انـصـار التثليث (وينبغي التنبيه هنا على ان الاعتقاد بثالث ثلاثة لم يكن موجودا في عصر
الـمـسيح والقرن الاول بعده , كما صرح بهذا المعنى علماالمسيحية ) فانهم يفسرون التثليث بشكل
يـتـلائم مـع التوحيد, ويسمونه ب((الوحدة في التثليث )), وعلى الرغم من ان ذلك تناقض واضح ,
ولكنه في نفس الوقت دليل على ان هؤلا يرغبون في بقائهم اوفيا لاصل التوحيد.


وهـذه الـدعـوة الى الحياة السلمية المشتركة والاتكا على المعتقدات المشتركة يعتبر في الحقيقة
مـصـداقا واضحا ((للمجادلة بالتي هي احسن )) الذي ورد في الاية السابقة , ويدل بوضوح على ان
الاسلام لا يرغب ابدا في اجبار اتباع الاديان الاخرى بالقوة على اعتناق الشريعة الاسلامية .


والظريف هنا, هو ان النبي (ص ) بعد صلح الحديبية في السنة السابعة للهجرة وعندما ارسل كتبا الى
زعما وملوك الدول العظمى في ذلك الوقت مثل ((المقوقس )) ملك مصر و ((هرقل )) ملك الروم ,
و ((كـسـرى )) مـلك ايران , دعاهم فيها الى الاسلام , ذكر هذه الاية المباركة في ذيل تلك الكتب
ودعاهم على الاقل الى الاصل المشترك بين كل الاديان السماوية , اي اصل ((التوحيد)), ثم العيش
بسلام جنبا الى جنب .


وهـذا بـنفسه خير دليل على روح السلام والصلح في الاسلام والرغبة في العيش السليم مع اتباع
سائر الاديان السماوية , والذي لها جذور منذ عصر النبي (ص ).


وفـي خـامـس وآخر آية من الايات التي ذكرناها في صدر البحث , اشارة الى اختلاف مواقف اتباع
الاديان الاخرى تجاه المسلمين , فتتحدث الاية عن كل من هؤلا بحسب حاله , يقول تعالى :.


(لـتـجـدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين اشركوا و لتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا
الذين قالوا انا نصارى ).


ثم تبين الاية الكريمة دليل محبة المجموعة الثانية للمؤمنين وتقول :.


(ذلك بان منهم قسيسين و رهبانا و انهم لا يستكبرون ).


وهـذا الـتعبير يدل بوضوح على ان الاسلام مضافا الى انه يرفض مواجهة من لايكن للاسلام العدا
والبغضا, فانه يعتبر هؤلا من اقرب الاصدقا الى الاسلام ,ويثني على زعما هؤلا ويعتبرهم من اهل
العلم والمعرفة وترك الدنيا والاستكباروبهذا يستقبل هؤلا بصدر رحب ويفتح لهم ذراعي المحبة
والصداقة ويكن لهم احتراما خاصا.


واذا كـان موقف الاسلام تجاه اليهود والنصارى متفاوتا, فان ذلك ليس لعداوة خاصة يكنها لليهود, بل
مـن اجـل مـواقفهم العدائية ضد المسلمين واتفاقهم مع المشركين العرب السفاكين , على العكس من
الـنـصارى , ولذا جمع في الذكر بين اليهود والمشركين في هذه الاية , واما المسيحيين فكانوا على
صلة حسنة بالمسلمين .


والملفت للنظر هنا هو ان المسيحيين كانوا ابعد من اليهود عن المسلمين لاعتقادهم بالتثليث بينما كان
الـيـهود يقولون بالتوحيد صراحة , ولكن لما كان اليهودعمليا يظمرون العدا ويحيكون المؤامرات
ضد المسلمين بخلاف المسيحيين فان الاسلام يهتم بالعيش بسلام مع النصارى اكثر من اليهود.


وللاسف , فان وضع اليهود اليوم هو استمرار لميولهم العدوانية السالفة , حيث نجد ان اليهود واليوم
قـد جندوا كل قدراتهم ضد الاسلام والمسلمين , في حين ان بين المسيحيين افراد او دول تربطهم
روابط حسنة مع المسلمين .


ومن مجموع ما ذكر, يتضح تماما ان سعة صدر الاسلام وعظمته تميل الى الرغبة في العيش بسلام
مـع الاديـان الـسماوية الاخرى بشرط ان يدخل هؤلا من باب الصلح والصفا والصداقة والاحترام
الـمـتقابل ـ ويامر المسلمين بالتعامل الحسن معهم , وان يجادلوهم بالموعظة الحسنة واتباع المنطق
والادب والانـصـاف , وبـهذاالطريق يرشدونهم الى تعاليم شريعة الاسلام , لا عن طريق ممارسة
الخشونة والشدة والتصرفات المرفوضة اسلاميا.


/ 135