نقد و تحليل - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نقد و تحليل



حول هذه الروايات نلفت نظركم الى عدة نقاط لابد منها:.


1 ـ تـوجد لدينا في الشريعة الاسلامية سلسلة اصول بديهية لا يجوز تخطيها, من جملتها ((الامر
بـالمعروف والنهي عن المنكر)) الذي لايتطرق الشك اليه ابدا من حيث بداهته و كونه من الاصول
المسلم بها و ما اكثر الايات و الروايات التي اكدت عليه .


لـنـفـرض انـنـا نعيش في محيط قد ضاعت فيه الاحكام الالهية , وعم التجاهربالمنكرات , واودع
المعروف زاوية النسيان , واحاط الظلم والفساد في كل مكان ,وكان باستطاعتنا تغيير الوضع الفاسد
بـثـورة قوية ضد النظام الحاكم ونشر المعروف بدل كل تلك المنكرات على نطاق واسع فهل يدعي
احـد حـرمـة هـذا العمل في مثل هذه الظروف , وانه ينبغي التفرج على هذه الاوضاع الفاسدة التي
تصادر فيهاالاحكام الالهية , ويخرج الشباب المسلم عن الدين ؟ قـد يدعي المتذرعون عدم حدوث مثل هذا الشي لنفترض و نحن نقول حدوثه , اذ ليس هذا الفرض
مـحـالا عقليا, فهل تقول ثانية بضرورة تمجيد عن كل تحرك والتسليم امام الانتشار السريع للفساد
والظلم و سحق الاحكام الاسلامية ؟ لا اظن ان عالما و محققا يتفوه بمثل هذا الكلام مـن الـشـواهد على هذا الكلام محمد بن عبداللّه من احفاد الامام المجتبى (ع )المعروف ب ((النفس
الزكية )), حيث نقرا عنه : ((حينما بايعه عدد من الوجها باعتباره المهدي (ع ), و بلغ ذلك ؟؟ الامام
الصادق (ع ), بل و حتى طلبوامنه (ع ) ان يبايعه (وسـيـكـون ظـهـورالـمـهدي في المستقبل ), فلو انك (ابي عبداللّه ابو محمد) تعتبر ابنك هو
الـمـهدي الموعود, فانه ليس بالمهدي , ولم يحن وقت ذلك بعد, ولو اردت اجباره على الخروج في
سبيل اللّه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر, فواللّه لن ندعه لوحده ,وسنبايعه فغضب عبداللّه واجاب بجواب غير مناسب ((50)) .


خـلاصة القول : هي انه لو فرضنا ان الروايات اعلاه تصرح بان كل ثورة قبل قيام المهدي (ع ) على
ضـلال , لـكـننا لا نتمكن ابدا لاجل خبر واحد او عدة اخبار هي في حكم الخبر الواحد من تجاهل
الاصـول الـمـسلمة للاسلام والتي جات في القرآن الكريم واحاديث الائمة المعصومين (ع ) وعلى
هذا, فمتى ما توفرت مقدمات تشكيل الحكومة الاسلامية وامكن محو الظلم والفساد والاعتدا و فلا
يـنـبغي التشكيك في ضرورة القيام بذلك اذ لا يمكن تناسي ادلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وتطبيق الحدود واقامة القسط والعدل بحجة ورود النهي عن هذا العمل في عدة اخبار مشكوكة 2 ـ لدينا في قبال هذه الروايات روايات اخرى عن اهل البيت (ع ) انهم تحكي عن ان الائمة (ع ) قد
اثنوا على بعض الثورات التي حدثت في زمانهم , مع ان هذه الثورات لم تبلغ غايتها فكيف يعقل من هذه
الثورات مع ثنائهم (ع ) عليها؟ مـن جمله ذلك ما جا في الروايات حول قيام ((زيد بن علي )) باعتباره ثورة مقدسة : يقول المرحوم
الشهيد في القواعد في بحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: ((كان خروجه باذن الامام (ع )))
ويـقول الشيخ المفيد في الارشاد: ((كان زيدافضل ابنا الامام السجاد(ع ) بعد الامام الباقر(ع ), و
كـان عالما عابدا تقيا سخياشجاعا, قام بالسيف ليامر بالمعروف وينهي عن المنكر وياخذ بثار شهدا
كربلا))((51)) .


يـذكـر الـمـرحوم العلامة المامقاني روايات كثيرة في فضل و مدح زيد بن علي , وذلك القسم من
الـروايـات الـتـي ذكـرت فـي ذمـه , يـقوم بتوجيهها ولا يراها تستحق الذكرامام روايات المدح
تلك ((52)) .


يـقول المرحوم العلامة المجلسي بعد ذكره لاختلاف الروايات حول ((زيد))وثورته : ((الاخبار
التي تدل على مكانته الرفيعة و مدحه والثنا عليه وانه لم يدع لغيرالحق هي الاكثر, و قد اقر جل
الاصحاب بعظمة مكانة زيد))((53)) .


فـحـيـنما تكون كل ثورة قبل المهدي (ع ) ثورة ضلال و شرك , فكيف يمكن الثناعلى ثورة زيد بن
على (ع ), و تمجيدها؟ والنموذج الاخر هو الروايات التي جات في مدح الحسين بن علي شهيد فخ .


وكـان الحسين بن علي هذا من احفاد الامام الحسن المجتبى (ع ), ثار في ايام الخليفة العباسي (موسى
الـهـادى ) سنة 169ه , توجه من المدينة الى مكة للحج في ذلك العام , و حينما وصل ارض ((فخ ))
قريبا من مكة , حدثت معركة ضارية بينه و بين انصاره من جهة , و بين عمال و جنود الخليفة العباسي
مـن جـهة اخرى , فاستشهدالحسين بن علي مع جماعة من انصاره في هذه المعركة وهو الذي عده
دعبل الخزاعي في ابياته المعروفة ((مدارس آيات )) باعتباره شهيدا من شهدا اهل البيت (ع ), ولم
يعترض الامام علي بن موسى الرضا(ع ) على قوله :.


قبور بكوفان وزاخرى بطيبة ـــــ واخرى بفخ نالها صلواتي .


و نقرا في حديث عن الامام التاسع (الامام الجواد(ع ): بينما كان النبى (ص )يجتاز ارض فخ اذ نزل
وصلى , و بينما هو في الركعة الثانية اخذته العبرة ,فبكى بكاا ابكى من معه , و حينما انتهت الصلاة ,
سالوه (ص ) عن سبب بكائه ,فقال (ص ): لقد جاني جبرائيل وقال لي : ((اي محمد يقتل في هذا المكان , اجر الشهيد معه , اجر شهيدين((54)) )).


بـل جـا فـي حـديـث عـن الامـام الـجـواد(ع ) انـه قال : ((لم يكن لنا بعد الطف مصرع اعظم من
فخ ))((55)) .


كما جا في رواية عن الحسين بن علي (شهيد فخ ) نفسه انه قال : ((ما خرجناحتى شاورنا موسى بن
جعفر فامرنا بالخروج ))((56)) .


يـقـول الـمـرحوم العلامة المامقاني في خاتمة ما يتعلق بشرح احواله : ((يتضح مماقلنا انه كان من
الـثـقات , لان الامام موسى بن جعفر(ع ) قد امضى ذلك في احدالاخبار, و جا في الحديث : ((اجر
الـشـهـيـد مـعـه , اجر شهيدين )) و قد بكى عليه النبي (ص ) في زمانه , و قال الامام الصادق (ع ):
((ستدخل روحه الجنة قبل جسده )) لـمزيد من الاطلاع حول هذا الموضوع راجع كتاب تنقيح المقال الذي تقدم (ج 1ص 337 و بحار
الانوار, ج 48, ص 160 فما بعدها).


مـضـافـا الـى مـا تـقـدم , فقد جا في الرويات ان اقواما سيثورون قبل قيام المهدي (ع ), و يمهدون
لظهوره (ع ), وقد ورد مدحهم في الاحاديث الشريفة , فلوكانت ثورتهم باطلة داعية الى الطاغوت ,
لما كان لهذه الروايات مفهوما صحيحا.


و نكتفي هنا بروايتين عن طريقي الشيعة والسنة , مع ان الروايات اكثر من هذابكثير.


نـقرا في حديث عن الامام ابي الحسن الاول (الامام الكاظم (ع ) انه قال : ((رجل من قم يدعو الناس
الى الحق يجتمع معه قوم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح العواصف ولا يملون من الحرب ولا يجبنون
وعلى اللّه يتوكلون والعاقبة للمتقين ))((57)) .


و قـد تـم الـتـصـريـح فـي قسم من الروايات التي تشير الى مثل هذه الثورات بانهاممهدة لظهور
الـمـهدي (ع ) و على اية حال , فهي حاكية عن ان ثورات مشروعة ستحدث قبل قيام المهدي (ع ),
ثورات دامية داعية الى الحق مع ضمان النصر.


نقرا في حديث في سنن ابن ماجة من المصادر السنية المعروفة :.


حـضـر جمع من شباب بني هاشم بين يدي الرسول (ص ), وحينما وقع نظره المبارك عليهم اخذته
العبرة وتغير لونه , فسئل عن ذلك , فقال (ص ):.


((انـا اهل بيت اختار اللّه لنا الاخرة على الدنيا, ان اهل بيتى سيلقون بعدي بلاوتشريدا وتطريدا
حـتـى ياتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسالون الخير فلا يعطونه فيقاتلون و ينصرون
فـيعطون ما سالوا فلايقبلونه حتى يدفعوهاالى رجل من اهل بيتي فيملاها قسطا كما ملئوها جورا,
فمن ادرك ذلك منكم فلياتهم ولو حبوا على الثلج ))((58)) .


يـسـتفاد من ذيل هذه الرواية بكل وضوح ان هذه الثورة ستحدث قبيل ثورة المهدي , وانها الممهدة
له (ع ) فضلا عن مشروعيتها.


يـظـهـر بجلا من كل ما قيل في هذا الفصل ان ثورات ستحدث قبل ظهورالمهدي (عج ) فيها صبغة
الهية , بعضها يؤتي اكله وبعضها ينتهي بالفشل , وليس ان كل رايه ترفع قبل المهدي (عج ) راية ضلال
وطاغوت حتى لوكانت باذن اهل البيت (ع ) وعلى خطاهم (تامل جيدا).


3 ـ و الحاصل ان الروايات التي تقول : ((كل راية ترفع قبل قيام المهدي (ع ) راية ضلال و شرك و
الطاغوت )), يجب تفسيرها بشكل بحيث تتلام مع المسلمات الفقهية واحكام الامر بالمعروف والنهي
عـن الـمنكر ((محاربة الفساد)), وكذلك مع الثورات العديدة التي حدثت في زمان المعصومين (ع )
وامضوها بدورهم (ع ) ولدينا لتفسير هذه الروايات عدة سبل :.


1 ـ الـمـراد مـن تلك الثورات المنحرفة , التوارات التي تقع بدون اذن واجازة المعصومين (ع ), او
الحكام الشرعيين و او نواب الامام المهدي (عج ) في عصرالغيبة .


2 ـ الـمراد منها, الثورات التي تحدث بقصد الدعوة لانفسهم لا لاهداف آل محمد(ص ), حيث تمت
الاشارة الى ذلك في الروايات اكثر من مرة .


3 ـ المراد بها, الثورات التي تظهر في فترات معينة بدون استعداد لها, وان الائمة (ع ) انما تلفظوا
بتلك الجمل ونهوا عن ذلك للحد من الثورات التي لم نتضج بعد.


و نـعـود هنا ثانية الى القرآن الكريم لنتامل في الندا العام للقرآن بدعوة الامة الاسلامية للثورة في
وجه الظاملين والدفاع عن المظلومين و بسط القسط والعدل .


نقرا في الاية 75 من سورة النسا:.


((ومـا لـكـم لا تقاتلون في سبيل اللّه والمستضعفين من الرجال والنسا والولدان الذين يقولون ربنا
اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك نضيرا)).


لا يـخفى ان هذه الاية ونظائرها التي تتحدث حول اقامة القسط والعدل او الدفاع عن المظلومين و
مـقـارعـة الـظالمين لا تنحصر بزمان و مكان معينين , وانها من الاصول المهمة للاسلام وانه كلما
توفرت الفرص والمقدمات لهذا الهدف المقدس فلابد من البد بذلك فورا.


/ 135