التعامل الانساني مع المساجين : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التعامل الانساني مع المساجين :




2.كـما اشرنا سابقا, فانه على الرغم من سؤ استغلال موضوع السجن على مرالتاريخ مرارا, فان هذه
المسالة من وجهة النظر الاجتماعية والانسانية , امرضروري لمكافحة الجرائم والجنايات وتربية
النفوس المريضة , ولكن بحدودوشرائط معينة ومحسوبة احـد تلك الشرائط, هو مراعاة المعاملة الانسانية مع السجنا, فلابد من التعامل معهم على اساس انهم
بـشر, فينبغي ترك المضايقات الظالمة , وان لا يحبس احدبذنب غيره , وان لا يعاقب احد اكثر مما
يـسـتـحـق حتى ولو لساعة , ولابد ان تكون كل البرامج في طرق تعليم وتربية السجين , وبتعبير
آخـر, يـنـبغي ان يكون السجن مركزاللتربية والتهذيب لا مركزا لتخريج المجرمين والحاقدين ,
فلابد ان يتصف السجن بمواصفات درس التربية .


ومـن قـصـة الـنبي يوسف (ع ) ومدة سجنه في مصر, يستفاد بشكل جيد ان تلك السجون كانت على
درجـة عـالية من الظلم والاضطهاد بحيث ان بعض السجنا كان يبقى طيلة عمره في السجن , وفقط
بـعض المصادفات او الحوادث غير المترقبة هي التي كانت تلفت انتباه الظلمة والحكام الى السجنا,
ولو لم تقع تلك الحادثة لبقي السجين الى آخر عمره في السجن , بالضبط كما حصل ليوسف حيث ان
الـمـلـك لـو لـم ير تلك الرؤيا ولو لم يعرف يوسف تفسير الاحلام , لما التمس عزيز مصر تفسير
رؤيـاه من يوسف ولما بعث خلفه ولبقي يوسف , الى آخر عمره في السجن , في حين انه لم يرتكب اي
ذنب , وذنبه الوحيد هو طهارته وتقواه وعدم انصياعه لرغبات واهوازوجة عزيز مصر (زليخا),
وبـطـبـيـعـة الحال فان هذه التقوى والطهارة ليست ذنباصغيرا في قاموس مثل هذه البيئة المنحطة
المتسافلة والـقـرآن الـكـريـم يـحدثنا كيف ان يوسف الصديق حاول ان يحول بيئة السجن الى محيط للتربية
والـتـعـليم والاصلاح , فكان يعلم السجنا درس التوحيد وعبادة اللّه وهواصل كل طهارة وحسن ,
فـمتى ما سئل يوسف عن مسالة بسيطة , او طلب منه تفسيررؤيا عابرة , كان يطرح المعارف الالهية
ويبين المسائل التربوية للسجنا, يقول تعالى حكاية عن لسان يوسف :.


(يـا صـاحـبـى الـسـجـن ارباب متفرقون خير ام اللّه الواحد القهار ـ ما تعبدون من دونه الا اسما
سميتموها انتم وآبائكم ما انزل اللّه بها من سلطان ان الحكم الا للّه امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين
القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون )((242)) .


فـصـحـيـح ان يوسف (ع ) كان سجينا من السجنا, ولكن عمله ذاك لدليل على انه لو كان على راس
السلطة لكان يمارس نفس العمل التربوي مع السجنا في محيطالسجن بالاولوية , ولحول بيئة السجن
الى مركز للتعليم والتربية الالهية , ولبذل كل جهده من اجل استغلال الفرصة التي يمتلكها السجنا في
الـسـجـن لاعـادة الـنـظـر في تصرفاتهم السابقة واعادة حساباتهم لبنا انفسهم من جديد, وتبديل
سلوكهم المنحرف الى سلوك قويم .


وقـد اثـبـتـت لنا التجارب ان كثيرا من السجنا الشريرين الملوثين بالذنوب والجرم سرعان ما يتم
اصـلاحـهم اذا ما وجدوا قرينا صالحا يرشدهم الى الطريق الصحيح , اذانهم خارج السجن لم يكن
لـديـهـم الـفرصة الكافية من اجل التفكير والتامل في تصرفاتهم الفائتة واعادة حساباتهم للمستقبل ,
فالسجن توفيق اجباري لمثل هؤلا.


ونـلاحـظ فـي الـروايات الاسلامية اهتمام الدين بحقوق السجنا ومنحهم الاجازات للاشتراك في
صلاة الجمعة والالتقا بذويهم واصدقائهم .


ومن جملة ذلك ماورد في حديث عن الامام الصادق (ع ) حيث يقول :.


((عـلـى الامام ان يخرج المحبسين في الدين , يوم الجمعة الى الجمعة , ويوم العيد الى العيد فيرسل
معهم فاذا قضوا الصلاة والعيد ردهم الى السجن ))((243)) .


وينبغي الالتفات الى ان لصلاة الجمعة والعيد خطبتان ولهما اثر بالغ في التربية .


وفـي حـديـث آخـر يـتوسع اكثر من نطاق الاول , حيث ورد فيه : ((ان عليا(ع ) كان يخرج اهل
الـسـجـون ـ مـن حـبـس فـي ديـن , او تـهـمـه ـ الـى الجمعة فيشهدونهاويضمنهم الاوليا حتى
يردوهم ))((244)) .


كما ويستفاد من حديث آخر ان عليا(ع ) كان كل جمعة يتفقد السجن والسجنابنفسه , فيجري الحد
على اولئك الذين ينتظرون اجرا الحد عليهم (ويطلقهم )ويطلق من ليس عليه حد((245)) .


ومـن خـلال الايـات والروايات والاحكام الواردة في هذا المجال يمكن استنباطوتنظيم ارشادات
جامعة , من نماذجها:.


1 ـ عـنـدمـا الـقـي القبض على عبد الرحمن بن ملجم قاتل الامام علي (ع ) واودع السجن , اوصى
الامـام (ع ) بـمـداراته والاهتمام به , ومن جملة وصاياه لاولاده في حق ابن ملجم , قال : ((اطعموه
واسقوه واحسنوا اساره ))((246)) .


والمعروف هو ان الامام (ع ) بعد ان ضربه ابن ملجم على راسه الشريف فشقه ورقد الامام (ع ) في
الفراش يغمى عليه احيانا ويفيق احيانا, ناوله الامام الحسن (ع )قعبا من لبن , فشرب منه قليلا ثم نحاه
عـن فـيـه وقـال : احملوه الى اسيركم ,ثم قال للحسن (ع ): بحقي عليك يا بني الا ما طيبتم مطعمه
ومشربه((247)) .


ويروي العلامة المجلسي حديثا آخر وذلك عندما جي بابن ملجم الى الامام علي (ع ) فتكلم معه الامام
بكلام ثم قال لولده الامام الحسن (ع ): ((ارفق يا ولدى باسيرك وارحمه واحسن اليه واشفق عليه ,
الا تـرى الى عينيه قد طارتا الى ام راسه وقلبه يرجف خوفا ورغبا وفزعا, فقال له الحسن (ع ) يا
ابـاه بـيت لانزداد على الذنب الينا الا كرما وعفوا ورحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ,بحقي عليك
فاطعمه يا بني مما تاكله , واسقه مما تشرب ولا تقيد له قدما, ولا تغل له يدا))((248)) .


2 ـ يـقول المرحوم الشيخ الطوسي في كتاب الخلاف : من امسك بصبي صغيروحبسه , فسقط عليه
جدار, او قتله حيوان مفترس , او لدغه عقرب او ثعبان فمات ,فهو ضامن لدمه , ثم يقول الطوسي بعد
ذلك : ((دليلنا اجماع الفرقة واخبارهم ))((249)) .


فـمن هذه العبارة يستفاد ضرورة كون السجن مامونا ونظيفا فلو مات السجين بسبب عدم تحقق ذلك
فدمه مضمون .


3 ـ ونـقـل المرحوم الشيخ الطوسي في كتابه ((المبسوط)) عن بعض الفقها, لوسجن شخصا في
غرفة واغلق عليه الباب فاختنق ومات فهو ضامن لديته((250)) .


ونفس هذا الكلام قيل في مورد الجوع ونحوه .


ومن مجموع ذلك يستفاد تامين الغذا ومراعاة التهوية الكافية في السجن كي لاتتعرض حياة السجين
وسلامته للخطر.


4 ـ ذكـر كـثـير من الفقها في بحث آداب القاضي , ان على القاضي اذا دخل المدينة ان يطالع احوال
السجنا وملفاتهم ويحقق فيها ويدرسها بشكل جيد, ليطلق من انتهت فترة محكوميته او حبس بلا دليل
كاف , فورا.


وصرح بعض الفقها ان على القاضي حين وصوله الى المدينة ان يعلن للملا بانه سيدرس قضايا السجنا
فـي مـوعد يعينه لهم ليتسنى لذوي السجنا الحضور ساعة التحقيق , وعندما يحضر اطراف النزاع
يقرا اسما السجنا واحدا بعد الاخر.


ويـسـالهم عن علة حبسهم , ثم يسال من طرف الدعوى الاخر, فان كان عنده دليل مقنع على حبسه ,
رده الى السجن , وان لم يكن هناك مدع , اعلن عن اسمه لياتي من يدعي عليه شيئا ويطرح دعواه عند
القاضي , والا اطلق صراحه((251)) .


/ 135