دور الصحف والمجلات في الحكومة الاسلامية - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دور الصحف والمجلات في الحكومة الاسلامية



تمهيد:.


لاشـك فـي ان الـصـحـف والـمجلات تعتبر اليوم من اهم وسائل التربية والتعليم في العالم , والتي
انـتشرت بفضل التقدم العلمي وتطور التكنولوجيا والصناعة , ولذا فهي عامل مهم في تهذيب الافكار
الـعـامـة او تخريبها وتضليلها, وقد يصل عدد النسخ المطبوعة لمجلة من المجلات او صحيفة من
الـصـحف , الى عدة ملايين نسخة , توزع في عدة قارات من هذا العالم في نفس الوقت تقريبا, فتؤثر
في توجيه افكار المجتمع العالمي نحو جهة معينة .


ولاشـك فـي ان دور الصحف والمجلات لم يكن واسعا ومؤثرا في السابق كما هوعليه اليوم ـ كما
فـي كثير من الامور الاخرى ايضا ـ ولكن وعلى اي حال , كان للكتاب والمكتبات على طول التاريخ
اثرا بالغا في التربية والتعليم وانتقال العلوم من نسل الى آخر وفي تكامل الثقافة البشرية .


وبـهـذه الاشـارة الـخاطفة , نعود القرآن الكريم , ونتامل في الاهمية التي اشار لهاللكتاب والكتابة
والتي كانت بلا شك مبررا من مبررات الحركة العلمية للمسلمين في صدر الاسلام .


في القرآن المجيد آيات كثيرة تتعرض لهذا المطلب منها:.


1 ـ (ن والقلم وما يسطرون )((358)) .


2 ـ (اقر وربك الاكرم ـ الذى علم بالقلم ـ علم الانسان مالم يعلم )((359)) .


3 ـ (وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا ياب كاتب ان يكتب كما علمه اللّه فليكتب )((360)) .


4 ـ (ولا يضار كاتب ولا شهيد)((361)) .


5 ـ (وما آتيناهم من كتب يدرسونها)((362)) .


6 ـ (ائتونى بكتاب من قبل هذا اؤاثارة من علم ان كنتم صادقين )((363)) .


7 ـ (رسول من اللّه يتلوا صحفا مطهرة ـ فيها كتب قيمة )((364)) .


تفسير واستنتاج :.

يـسـتعمل القرآن الكريم في بعض الايات صيغة القسم للتاكيد على اهمية المطلب الذي يريد بيانه ,
والـقـسـم تـارة يـكـون بالذات الالهية الطاهرة , وفي كثير من الموارديكون بالموجودات المهمة
كالشمس والقمر والارض والسما وامثال ذلك .


وفـي الايـة الاولى التي ذكرناها وهي اول آية من سورة القلم , يقسم عزوجل بالقلم , وكل ما يكتبه
القلم : (ن والقلم وما يسطرون ).


وفي الحقيقة ان ما وقع القسم به هنا, وان كان في الظاهر موضوعا صغيرا, فهوقطعة خشب وقصبة
بـسـيـطة او ما شابه , وشي من السوائل الملونة , واسطر على صفحات متواضعة , الا انه في الواقع
مـنـبع ظهور الحضارات الانسانية وتقدم العلوم والمعارف ويقظة الفكر وتصور المذاهب والاديان
بصورتها الحقيقية , ومصدر التربية والتعليم والهداية للبشرية .


ومن هنا, فان العلما يقسمون ادوار حياة الانسان الى دورين رئيسيين هما((مرحلة ما قبل التاريخ ))
و ((مـرحـلـة مـا بـعـد التاريخ )), ويقولون بان مرحلة ما بعد التاريخ تبدا من حين اختراع الخط
والكتابة , وعندما استطاع الانسان ان يمسك القلم بيده ويكتب احداث حياته على الصفحات , واما قبل
ذلك فيسمى بمرحلة ما قبل التاريخ .


ويجب ان لا نغفل عن ان هذه الاية نزلت في محيط جاهلي اكثر من اي محيطآخر, حيث لم يكن هناك
مـن يـهـتـم بالقلم والكتابة , ولم يصل عدد الذين كانوا يعرفون الكتابة في مكة ـ وهي اكبر مركز
عبادي سياسي واقتصادي في الحجاز حسب قول بعض العلما ـ الى اكثر من عشرين شخصا فالقسم بالقلم في مثل هذا المحيط له من العظمة والجلال الكبيرين مالا يخفى ومـن فلسفة القسم في القرآن هو انه كان يحفز المسلمين على التامل في الامورالتي يقسم بها, وفي
هـذه الايـة كان الامر كذلك , فصار ذلك سببا في اتساع امر القراة والكتابة والتاليف وترجمة كتب
المجتمعات الاخرى , وانتشار العلوم في العالم الاسلامي .


وتعتبر الاية الثانية , من اولى الايات ـ طبقا للراي المشهور ـ التي نزلت على قلب النبي الطاهر في
جـبـل ثور في غار حرا, وكان اول قدحات الوحي , ولذا فانها اشارت الى اهم المسائل , فعندما يامر
الـرسـول الاكرم (ص ) بتلاوة آيات القرآن , يقول له :(اقر وربك الاكرم ـ الذى علم بالقلم ـ علم
الانسان مالم يعلم ).


وبهذا فان اول وصف للّه تعالى بعد الربوبية والكرامة هو وصف التعليم بواسطة القلم وهو منبع تعليم
((مالم يعلم )).


ومـن هـنـا فان بداية الوحي نشات مع بداية الحركة العلمية , وهذا المعنى عميق ودقيق ومرب لكل
مسلم .


فـمـثـل هـذه الـعبارات , حفزت المسلمين باستمرار على الاهتمام بالكتاب والمكتبات وتعلم العلوم
والـمـعارف , واذا كانت الروايات قد صرحت بان ((مدادالعلما افضل من دما الشهدا)), فان ذلك من
اجـل ان اسـس دما الشهدا مبتنية على المعارف والعقائد التي تنبع اساسا من القلم , كما ان سند بقا دما
الشهدا هومداد اقلام العلما.


ان تـفاهم الناس فيما بينهم وانتقال الافكار ينحصر في طريقين عادة : البيان والقلم , مع تفاوت بينهما
وهو ان البيان وسيلة للارتباط بين الحاضرين في مكان وزمان واحد, اما الارتباط بالقلم فلا ينحصر
فـي الـحاضرين كذلك , وانما يعتبر القلم وسيلة للارتباط بين ابنا الاجيال والعصور المختلفة وفي
الامـكـنـة الـمختلفة , فهويربط اهل القرون السابقة بالمعاصرة واللاحقة , ولذلك يقول احد العلما:
((بيان اللسان تدرسه الاعوام وما تثبته الاقلام باق على مر الايام )).


وكذلك قال بعض العلما: ((ينبغي ان لا تسقط برايا الاقلام تحت الاقدام , فانهامحترمة ايضا)) والـنكتة الملفتة للنظر هي انه كما ان البيان من خصوصيات الانسان , فان القلم ايضا من مختصاته , بل
ان القلم اعقد بكثير من البيان باللسان , وليس عبثا ان يكون امر تعليم الكتابة بالقلم من قبل اللّه نفسه ـ
بـشكل مباشر بواسطة احد الانبيا (آدم اوادريس ) او بطريق غير مباشر, اي منح موهبة وقابلية
القراة والكتابة للبشرية ـ من اكبر النعم الالهية على الانسان , وان الايات القرآنية الاولى للوحي قد
استندت الى القلم , واشارت اليها بعد الاشارة الى عظمة اللّه .


وفـي الايـة الثالثة وهي مقطع من اطول آيات القرآن المجيد, والناظرة الى تنظيم العلاقات اليومية
بـين الناس , نجد اهتماما خاصا بمسالة القلم , يقول عزوجل :(وليكتب بينكم كاتب بالعدل ) ثم يضيف :
(ولا ياب كاتب ان يكتب كما علمه اللّه فليكتب ).


فهنا تعتبر الاية ان القدرة على الكتابة موهبة الهية , ويوصي اولئك الذين شملتهم هذه العناية الربانية
ان يعينوا اولئك الاميين لاحقاق حقوقهم , فيستفيدوا من هذه القدرة ويكتبوا لهم .


والظريف هو انه جا في بقية هذه الاية : ((ولا يضار كاتب ولا شهيد)) اي لا ينبغي ان يتضرر كاتب
او شهيد, فان وسعنا مفهوم هذه الاية التي وردت في مورد خاص (وهو كتابة وثيقة القرض ) اي لو
الـغـينا الخصوصية والحقنا بها الموارد الاخرى التي يمكن الاستفادة فيها من موهبة الكتابة لاعانة
افـراد المجتمع , وكذلك عدم اضرارالكتاب , وبعبارة اخرى حفظ حرية القلم , نصل الى نكتة مهمة
وصـلـت الـيها البشرية بعد قرون من نزول هذه الاية , مع انها تواجه مشاكل عديدة في تطبيق ذلك
عمليا.


وفـي الايـة الخامسة , يذم القرآن المجيد اولئك الذين يخالفون الايات الالهية ,ويحاججهم ويطالبهم
بالمبررات المنطقية التي دعتهم الى ذلك , يقول عزوجل :.


(وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير).


وبالرغم من ان المراد من الكتب , الكتب السماوية , ولكن ماذكر من موضوع الكتاب ودراسته وتعلمه
في هذه الاية الى جانب ارسال الانبيا, وان الكتاب احدالدليلين المعتبرين , يكفي لمعرفة اهمية ودور
الكتاب , ونظير هذا المعنى نجده في سورة القلم (الاية 37) في مقام المؤاخذة وذم منكري الاسلام
والقرآن , حيث يقول تعالى :.


(ام لكم كتاب فيه تدرسون ).


وهذا اشارة الى ان الكتاب يمكن ان يكون في عدة موارد سندا معتبرا يستندعليه في الاحتجاج .


والحقيقة ان اعتماد القرآن المجيد على مسالة الكتاب وللكتابة في مورد الكتب السماوية للانبيا سوا
في امور الدنيا, او في صحيفة الاعمال والمحكمة الالهية ,كلها تبين اهمية هذا الموضوع من وجهة
نظر القرآن والاسلام .


/ 135