مناقشة انواع الحكومات - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مناقشة انواع الحكومات



لا يـخـفـى مـا تتظمنه الحكومات المستبدة والدكتاتورية في ثناياها من مفاسد, ومااصاب المجتمع الـشـرب مـن ويـلات و مصائب مدمرة على التاريخ كان من هذه الناحية , من قتل الابريا و تعذيبهم ,
والـحـروب الـمـدمرة والاستيلا على الاموال ,واستعباد المحرومين والضعفا, و انتشار التعصب
والـتـمـيـيز العنصري والظلم , صرف اموال المجتمع على الترف والبذخ , كل ذلك من آثار و نتائج
الـحكومات المستبدة , وقد ذكر القرآن الكريم و صفا حقا عن ذلك حيث قال : (ان الملوك اذا دخلوا
قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة و كذلك يفعلون ).


و لا فرق بين ان يكون الاستبداد فرديا او جماعيا, بل ان آثار الاستبداد الجماعي اكثر سؤا من الى
الاسـتـبـداد الفردي , و اوضح مثال على هذا النوع من الاستبداد هوالحزب الشيوعي في روسية
والذي كان السبب في جر انواع المصائب والفجائع التي لا متيل لها في التاريخ .


ان الحكومات المستبدة والتي تبدو بزى الحكومات الشعبية والديمقراطية لاتقل سؤا عن الحكومات
المستبدة المطلقة , بل انها اسؤ بكثير من جهات شتى ,ذلك ان الشعب حساس دائما تجاه الدكتاتوريين
و يتحينون الفرص للانتفاض ضدهم و التخلص منهم , اما في حالة الحكومة المستبدة المتلبسة بلباس
الـيـمـقـراطـيـة ـ كما هو الحال في كثير من الحكومات الغربية التي تستلم السلطة بصرف مبالغ
طـائلـة عـلـى الاعلام والصحف بالاستعانه بالراسماليين ـ فلا تبين شيئا يمكن الناس من الانتفاض
ضدهم في الفرصة المناسبة .


و اما الحكومة الديمقراطية الواقعية والتي تمثل اكثرية الشعب (اذا وجدت حكومة كهذة في العام )
فهي كذلك , حيث تنطوي على مساوئ كثيرة , بل و حتى الظلم والاعتدا, و ذلك لامور منها:.


اولا: ان الـكـثـيـر من الناس في اغلب الدول التي تكون حكوماتها واقعا او ظاهرا من هذا النوع , لا
يـشركون بصورة عملية في الانتخابات فيها, اذ ربما شارك ستون اوسبعون في المئة بل و اقل من
ذلـك ايـضـا, و مـع ذلـك فـاننا نرى ان نتائجها تشير الى ان المرشح الفلاني قد حاز على اكثرية
الاصوات انها لم تكن اكثرية في المجتمع (مثلافي حين نسبة 31 في المئة مقابل 29% من مجموع
60% من الافراد المشتركين في تلك الانتخابات ).


و فـي هـذه الـحـالة , ذات المصاديق العديدة فان الاقلية من الناس تتسلم مقاليدالامور, بينما ترضخ
الاكـثـريـة تحت حكمهم و سيطرتهم , وبديهي ان ينظموا كل القوانين حسب اهوائهم و مصالحهم ,
وهو الظلم الفاحش بعينه .


ثـانـيـا: لو فرضنا ان جميع افراد الشعب الذين لهم حق المشاركة في الانتخابات قداشتركوا فيها
(طـبـعـا ان مثل هذه الفرضية لم تحدث ابدا) فيمكن ايضا فوز البعض باكثرية قليلة وضئيلة (كان
يكون 51% في مقابل 49% او اكثر او اقل ).


وهـذا ايـضـا احد انواع (استبداد الاكثرية ) ضد الاقلية , ففي قطر يبلغ عد سكانه (100) مليون
نـسـمة مثلا تخضع فيه (49) ميلون نسمة تحت حكم (51) مليون شخص , فكل شي في المجتمع
يـسير وقفا لمصلحة الاكثرية وقد يكون بضررالاقلية و لهذا فقد اذعن كثير من المفكرين الى ان
حكومة الاكثرية هي نوع من الحكومة الظالمة التي لابد منها, لانه لا حيلة لهم ولا بديل سواها.


ثـالـثـا: و بـعـيدا عن ذلك و على فرض ان الحكومة الديمقراطية لا تنطوي على اي من الاشكالين
الـمذكورين فانها حكومة تتبع رغبات الاكثرية من الشعب , و نحن نعلم انه يحدث احيانا ان ينحرف
اكـثـريـة الـشـعـب نتيجة للمستوى العلمي والثقافي الواطي , او في هذه الحالة يتحتم على العلما
والـمـقـتـمين النهوض و محاربة هذه الافة الخطيرة , بينما لا نرى في هذه الموارد مغارضة و لا
مـحـاربة في الانظمة الديمقراطية , بل العكس حيث اخذت هذه الانحرافات شكلا قانونيا واجزت
من قبل المشرعين هناك , فمثلا اصبح الزواج من الجنس المماثل في انگلترا و امريكامجازا من قبل
الـقانون , و كذلك الحال مع مسالة سقط الجنين او الاجهاض , ذلك ان الممثلين في هذه الدول يعبرون
عن رغبات الشعب لا رعاية مصالحه .


و مـن هـنـا نـجـد اننا بحاجة الى البحث عن النوع الثالث من الحكومة الا و هى حكومة الصالحين ,
الـحـكومة التي اقترحها الانبيا(ع ), وحتى لو كانت هناك انتخابات فانها تجري على اساس انتخاب
الاصلح وقت رعاية الامام العادل .


فـفـي هـذا النوع من الحكومة لانجد الافات الثلاث التي وجدناها في الحكومات الديمقراطية , فلا
مـجـال لـلـراسماليين و لا هناك آفة الاستبداد حيث يسيطر بواسطتهانصف المجتمع على النصف
الاخر, ولا مكان للرغبات لاالمنحرفة في المجتمع .


و عـلـى هذا, فان الحكومة الوصيدة التي يمكن قبولها تماما هي حكومة اللّه ,حكومة الرسول (ص )
والائمة المعصومين , و اولئك الذين يتملكون الشروطالخاصة لخلافتهم , و طبيعي ان لا نرى الدنيا
في حال العدالة والصلاح والسعادة التامة الا في ظل الحكومة الالهية .


/ 135