الولاية الخبرية والانشائية ؟
يـعـتـقد البعض ان العلما الذين تحدثوا عن ((ولاية الفقيه )) لهم رايان متفاوتان ,فالبعض قال بولاية الفقيه بالمعنى ((الخبري )), والبعض الاخر بالمفهوم ((الانشائي )), وهذان المفهومان يختلفان في
الماهية عن بعضهما.
فـالاول يـقـول : ان الفقها العدول منصوبون من قبل اللّه تعالى للولاية , و يقول الثاني يجب على الناس
انتخاب الفقيه الجامع للشرائط للولاية .
لـكننا نعتقد ان هذا التقسيم لا اساس له اصلا, لان الولاية كيفما تكون فهي انشائية , سوا انشاها اللّه
تـعـالـى او النبي (ص ) او الائمة , كان يقول الامام (ع ): (اني قد جعلته حاكما), او ان ينتخبه الناس
((على سبيل الفرض )), فينشئون له الولاية والحكومة .
فكلاهما انشائي , والتفاوت يكمن في ان انشا الحكومة يكون تارة من قبل اللّه تعالى و اخرى من قبل
الـناس , والتعبير ب ((الاخباري )) هنا يحكي عن عدم احاطة القائل بهذا القول , او انه يدرك الفرق ,
الا انه استعمل هذه العبارات من باب المسامحة .
والـتـعبير الصحيح هو ان الولاية انشائية في كل الاحوال , و هي من ضمن المناصب التي لا تتحقق
بدون الانشا, والتفاوت هنا هو ان انشا هذا المنصب والموهبة قد يكون من قبل اللّه تعالى او من قبل
الناس فالمدارس التوحيدية تراه من قبل اللّه تعالى (و حتى لوكان من قبل الناس فلابد ان يكون باذنه
تعالى ايضا), وتتوهمه المدارس الالحادية بانه من قبل الناس .
و عـلى هذا, فالخلاف ليس حول ((الاخبار)) و((الانشا)), بل حول الذي ينشي ذلك , هل هو اللّه
تعالى , ام الخلق ؟ او بعبارة اخرى , هل ان اساس مشروعية الحكومة الاسلامية يكون باذن اللّه تعالى
و اجازته في كل مراحل و مراتب الحكومة ,ام باذن الناس و اجازتهم ؟.
لا شك ان الذي يوافق النظرة الالهية هو الاول دون الثاني .