الاهتمام بالمحرومين
آخر نقطه مهمة اخرى نذكرها كخاتمة في بحث الثقافة الحاكمة على الجهازالتنفيذي في الحكومة الاسلامية بالرغم من المطالب الكثيرة في هذا المجال لم تذكربعد, و هي الاهمية القصوى للاهتمام
بالمحرومين في الثقافة الاسلامية , ففي العهدالمذكور لمالك الاشتر و عندما يصحل الامام علي (ع )
الى هذا الموضوع يتغير لحن كلامه كليا, و يقول :.
((ثـم اللّه اللّه فـي الـطـبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين واهل البؤسى
والزمني فان في هذه الطبقة فانعا ومعترا واحفظ للّه مااستحفظك من حقه فيهم , واجعل لهم قسما من
بيت مالك , وقسما من غلات صوافي الاسلام في كل بلد, فان للاقسى منهم مثل الذي للادنى , وكل قد
اسـتـرعيت حقه فلا يشغلنك عنهم بطر, فانك لا تعذر بتضيعك التافه , لاحكامك الكثير المهم , فلا
تشخص همك عنهم و لا تصعر خدك لهم ))((172)) .
ان هذا التاكيد والاصرار الشهيد والعديم النظير لامير المؤمنين (ع ) بالنسبة الى هذه الطبقة يعتبر
مـن اوضـح مـعـالم العدالة الاجتماعية في الاسلام لحفظ حقوق الناس و خاصة الطبقة المستظعفة ,
والاسلوب العملي الذي اتبعه الامام (ع ) في ايام حكومته شاهد على هذا المدعى .
النتيجة :.
مـا تقدم يعتبر جانبا من الثقاقة الحاكمة على النظام التنفيذي في الاسلام ونموذجا من مجمل الثقافة
الاسلامية في هذا المجال يبين ابعاد هذه الحكومة الالهية و الشعبية , و بواسطته يمكننا الوصول الى
هـذه الـحـقـيـقة و هي ان ما يطرم فعلا بعنوان الحكومة الاسلامية تفصله عن الشكل الاصلي لهذه
الحكومة فاصلة واسعة بالرغم من الحركة نحو ذلك الهدف المنشود:.