استراق السمع : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استراق السمع :




لا شـك فـي ان مراقبة المكالمات الهاتفية الشخصية والتجسس على محتواهاللاطلاع على اسرار الناس , مصداق من مصاديق الاية الشريفة في سورة الحجرات الدالة على حرمة ((التجسس )), كما
ان الروايات الاذسلامية تؤكد هذا المعنى .



فـقـد ورد فـي حـديـث عن رسول اللّه (ص ) : ((لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات
المسلمين تتبع اللّه عثرته , ومن تتبع اللّه عثرته يفضحه )).



والملفت للنظر هو انه ذكر المخاطبين في هذا الحديث بقوله : ((يا معشر من اسلم بلسانه ولم يسلم
بقلبه ))((454)) .



وفـي اصـول الكافي , في باب من طلب عثرات المسلمين وعوراتهم ذكرت احاديث كثيرة اخرى ـ
غير الحديث اعلاه .



وحرمة هذا الامر كانت مسلمة بين المسلمين الى درجة ان عمر بن الخطاب كان ذلك ليلة يتجول في
ازقـة الـمـديـنة , فسمع رجلا يغني في داره , فتسلق عمر حائطالدار وصاح بالرجل يا عدو اللّه
اتعصي اللّه هنا وتظن ان اللّه لن يفضحك ؟ فقال الرجل : مهلا ايها الخليفة , فان كنت قد ارتكبت ذنبا واحدا فانك قد ارتكبت ثلاثة ذنوب , فان اللّه
عزوجل يقول ولا تجسسوا وانت تتجسس , وان اللّه عزوجل يقول (وآتوا البيوت من ابوابها) وانت
سـطـوت مـن على الجدران , وان اللّه عزوجل يقول : (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا
وتسلموا على اهلها) ولم تفعل انت ذلك فاستحى عمر وقال : لو عفوت عنك فهل تترك اقتراف هذا الذنب ؟.



قال الرجل : نعم , فعفى عنه عمر وخرج((455)) .



وعـلـى اي حـال , فـلا شـبـهة في ان استراق السمع , بمعنى مراقبة مكالمات الناس ,العادية منها او
الـهـاتـفية , وحتى التجسس على الرسائل والمكاتيب الخاصة , كل ذلك من مصاديق التجسس المحرم
الواضحة .



ولكن , قد تقتضي الضرورات احيانا, ان ترتكب الحكومة الاسلامية مثل هذاالفعل في بعض الموارد,
وهـو مـورد احـتـمال وجود مؤامرة ضد الاسلام والمسلمين ,واحتمال وجود خطر على الانفس
والاموال المحترمة , ففي مثل هذه الموارد لا مفرمن استراق السمع والتفتيش في الاعمال , بالضبط
كـمـا يتم ذلك في التفتيش عن المواد المخدرة وامثال ذلك في الطرق العامة ووسائل النقل او تفتيش
الاشخاص في مداخل المدن والـواقع ان هذه المسالة فرع من فروع مسالة تزاحم الواجبات او تزاحم الواجب والحرام , ولابد
من مراعاة ((المرجحات )) ومسالة ((الاهم والمهم )).



وبتعبير اوضح , التجسس على افعال المسلمين حرام ولكن حفظ نفوس افرادالمجتمع , ونظام الدولة
الاسـلامية , واحباط مؤامرات الاعدا, اهم من ذلك , وعليه ففي كل مورد يخاف فيه من تعرض مثل
هذه الامور للخطر, يجوز استراق السمع للحد من وقوع تلك المخاطر.



التعذيب الجسدي لاخذ الاعترافات .
لاشك في ان ايذا اي انسان بلا مبرر غير جائز, وقلنا في الابحاث السابقة ايضابانه لا يجوز تعذيب احد لاخذ الاعترافات منه , وان كل اقرار ماخوذ بهذا الاسلوب غير معتبر شرعا ولا مؤاخذة عليه
في القانون .



فـفـي حـديث عن امير المؤمنين الامام علي (ع ) قال : ((من اقر عند تجريد اوتخويف او حبس او
تهديد فلا حد عليه ))((456)) .



ولـكـن اذا كان المتهم قد ارتكب جرما بينا غير ذلك الجرم الذي لم يثبت عليه ,جاز تعزيره لاجله ,
كـمـا لو القي القبض على سارق في اثنا اقتحامه منزل مسلم , ولم تثبت سرقته , فلو عزر لاقتحامه
المنزل واعترف اثنا التعزير بالسرقة ظنا منه ان هذاالتعزير تعذيب لاخذ الاقرار, وثبت بالقرائن
صـدق اعـترافه هذا (كما لو دل على مواضع اخفا تلك المسروقات وتبين صحة ذلك ), امكن الاخذ
بهذا الاقرارواعتباره شرعيا, وذلك لان القرائن القطعية هي التي تثبت صحة هذا الاقرار.



كـما يمكن اتباع هذا الاسلوب في خصوص الجواسيس الاجانب حتى لو لم يرتكبوا مخالفة قطعية ,
وكـان حـاكـم الشرع يعتقد يقينا او ظنا قويا بان هذا الجاسوس يحمل معلومات سرية خطيرة تهدد
مـصـير الدولة الاسلامية والمسلمين بالخطر, فانه في مثل هذه الحالة يمكن تعذيب هذا الجاسوس
والتضييق عليه بشرط مراعاة التعامل الانساني .



وقـد مـر بـنـا فـي قـصة ((حاطب بن ابي بتلعة )), عندما امتنعت ((سارة )) تلك الجاسوسة , عن
الاعـتـراف وتسليم الكتاب الذي كتبه حاطب لاهل مكة , سل علي (ع ) سيفه وهددها بالقتل , فخافت
((سـاره )) فـاخـرجـت الـكتاب من شعرهاوسلمته للامام (ع ) فهذا الاقرار كان مقرونا بالتعذيب
الروحي ومع ذلك حكم بصحته .



فـمـن الـواضح ان مثل هذه الضغوط في مثل هذه الموارد, ليست امرا مخالفاللعقل ولا للشرع , لان
اهـمـيـة الـمـسالة تكون الى درجة يجوز معها مثل هذا التعذيب ,ففي تلك الحادثة , لو ان خبر عزم
الرسول (ص ) على فتح مكة , كان قد وصل الى اسماع قريش , لاريقت دما كثيرة في ذلك البلد الامن
مع ان نتيجة الحرب كانت واحدة .



وفـي قـصـة قضا امير المؤمنين (ع ) نجد موارد كثيرة مارس الامام (ع ) فيهاالتعذيب الروحي ضد
الـمـجـرمين وخاصة في القضايا المهمة التي كانوا يرفضون الاعتراف والاقرار فيها, فكان الامام
يمارس مثل ما مر ذكره من الاساليب للحصول على اقرارهم , فمثلا جا في قضيته : ان رجلين تداعيا
عـنده , وكان كل منهما يدعي انه السيد وان الاخر غلامه , فقال الامام (ع ) لقنبر يا قنبر علي بسيف
رسـول اللّه (ص )عـجـل اضـرب رقبة العبد (بعد ان ادخل راسيهما في ثقبين اعدهما خصيصالهذا
الامـر), قـال : فـاخرج الغلام راسه مبادرا فقال علي (ع ) للغلام : الست تزعم انك لست بعبد, ومكث
الاخر في الثقب , قال : بلى انه ضربني وتعدى علي((457)) .



فـلا شـك في ان هذا التهديد كان مؤذيا للغلام الواقعي ولكن هذا المقدار جائزللكشف عن واقع حق
مهم ففي موارد التجسس يكون الامر كذلك , بل هو اعلى واولى .



وبـتعبير آخر, فان قانون ((الاهم والمهم )) و ((تزاحم الواجبات والمحرمات )) يجيرمثل هذا
التعذيب في مثل هذه الموارد.



ولـكن , ينبغي ان لا يستغل هذا القانون بهذه الذريعة ويعذب المتهمون تعذيباشديدا لا يطاق او يطبق
هذا القانون والاستثنا لادنى سؤ ظن بالاشخاص .



ويـنـبغي ان لا ننسى ان هذا مجرد استثنا, ولا يجوز الاستفادة من مثل هذه الاساليب الا في موارد
الضرورة مع رعاية الحقوق الانسانية كما وكيفا.



ومـن هـنـا تـتضح لنا مسالة اخرى وهي ان بعض المامورين لجمع المعلومات والاسرار يضطرون
ولكسب الاخبار الحساسة والمصيرية , ان يتزيوا بزي الاعداويتقمصوا شخصيات افراد العدو في
الـمـلـبس والماكل كي يتمكنوا من اختراق العدو, وفي مثل هذه الحالات قد يضطروا الى ارتكاب
بـعـض الـذنـوب كـاكل الحرام اوالحديث ضد الاسلام والمقدسات الاسلامية لتحقيق اغراضهم ,
فـالـحـكـم هـنـامشمول لقاعدة ((تزاحم الواجب والحرام )) و ((الاهم والمهم )), فمتى ما كان
الهدف اعلى واهم من الذنب , كان ارتكاب ذلك الذنب جائزا, لتحقيق الهدف .




/ 135