تفسير الايات :. - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير الايات :.




خطوة مهمة في طريق اجرا الاحكام :



مـا جا في الايات اعلاه هو عمدة آيات القرآن المجيد في خصوص وظيفة الامربالمعروف والنهي عن المنكر المهمة , والتي تبين ابعادها المختلفة .


فـالاية الاولى تبين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بعنوان امر عام وتعتبره من خصائص الامة
الاسـلامـية , لا بمعنى انه لم يوجد في الامم السابقة اصلا, بل بمعنى انه يعد اصلا اصيلا في الامة
الاسـلامية وركنا ركينا فيها حيث يقول : (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون
عن المنكر وتؤمنون باللّه ).


والملفت للنظر انها من جهة تعتبر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصية من الخصائص التي
ادت الـى افـضلية الاسلام على سائر الاديان وان الامة الاسلامية هي الامة النموذجية المثلى ومن
جـهـة اخـرى نقدم هذه الوظيفة على الايمان باللّه المستوى العام بصورة اصلين اساسيين اجتماعيين , فلا ضمان لاستمرار ايمان الناس .


نـعـم , فـهـو كذلك , فلو نسيت هاتان الوظيفتان , ضعف الايمان في القلوب , وذبلت غصونه واوراقه ,
والنتيجة هي اضمحلال الايمان والاسلام .


ثـم انـه مـن هذا البيان يتضح جيدا ان المسلمين انما يكونوا امة متميزة وممتازة ماداموا يدعون الى
الخير والصلاح ويجاهدون المنكر والفساد, فاذا ما نسوا ذلك لم يعودوا خير امة ولم يترشح منهم
النفع للمجتمع البشري نـعم فالمسلمون انما يمكنهم ان يكونوا قادة الامم في العالم وان تستفيد البشرية جمعا من وجودهم ,
فيما لو طبقوا هاتين الوظيفتين الكبيرتين .


وبتعبير آخر: كل واحد من افراد الامة الاسلامية , لابد ان يشعر بالمسؤلية ,وخلافا لما نراه اليوم
حـيث توكل وظيفة مكافحة الفساد الى مجموعة معينة من المامورين الحكوميين ويبقى سائر افراد
الـمـجـتـمـع في حل من تحمل هذه المسؤولية الاجتماعية المهمة فيبقون متفرجين على المسائل
الاجتماعية السلبية بلاحراك .


فالاية تؤكد على ان هذه المسؤولية مسؤولية عامة لابد ان يتحملها الصغيروالكبير والشاب والشيخ
والرجل والمراة والعالم والجاهل .


واستعمال كلمة ((المعروف )) و ((المنكر)) في الاية لنكتة مهمة اخرى , اذ هي من جهة تبين من
جـهـة ان الـواجـبـات والـمحرمات امور يدركها ويعرفها عقل الانسان وروحه جيدا, فهو يعشق
الواجبات , فى حين ان المنكرات امور بعيدة عن ذوقه فهويجهلها وينفر منها.


ومن جهة اخرى , فان من البديهي اننا لو نسينا هاتين الوظيفتين واعتاد المحيطعلى المنكرات والبعد
عـن الخير والمعروف , صار المنكر معروفا والمعروف منكرافي نظر الناس , وهذه اكبر خسارة
يـمكن ان يتحملها مجتمع من المجتمعات وهذاالبلا هو الذي عم اليوم كثير من المجتمعات العالمية ,
حيث تبدل المعروف عندهم منكرا والمنكر معروفا والايـة الـثـانـيـة نـاظرة الى قسم آخر من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي يختص بها
مـجـموعة من الامة الاسلامية , وبتعبير آخر هي مختصة بالحكومة وموظفي الحكومة حيث ورد
فـيـهـا: (ولـتـكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم
المفلحون ).


وعـنـدمـا نضع هذه الاية في قبال الاية السابقة نجد ان الاية السابقة تتحدث عن مرحلة من مراحل
هـاتـيـن الوظيفتين المهمتين غير المرحلة التي نتحدث عنها هذه الاية , فتلك مرحلة القلب واللسان
وهـذه مـرحـلـة اسـتـخـدام القوة والشدة , والملفت للنظر هو ان هذه الاية تحصر الفلاح باولئك
الاشـخـاص الذين يؤدون هاتين الوظيفتين العظيمتين (التفتوا الى ان جملة اولئك هم المفلحون تدل
على الحصر)((259)) .


والتعبير بالامة , قد يكون اشارة الى ان هذه الوظيفة لابد ان تؤدي بصورة ((جماعية )), وان تكون
مقترنة ((بمنهج تنظيم )), ونحن نعلم بان الامور التي تحتاج الى شدة والتي تؤدى من قبل الحكومة
لا تكون ممكنة بغير الشرطين .


وذيـل الاية يبين بوضوح بان كل فلاح ونجاح في الدنيا والاخرة في الفردوالمجتمع لا يتحقق الا
في ظل هاتين الوظيفتين .


وفـي الاية الثالثة , اشارة الى نكتة ظريفة اخرى في مجال هاتين الوظيفتين العظيمتين , تتضح لنا من
خلال دراسة شان النزول .


فـقـد ورد فـى شان نزول هذه الاية ان مجموعة من علما واخيار اليهود كانوا قداسلموا والتحقوا
بـصـفـوف المسلمين , مما ادى الى غضب زعما اليهود جدا, فمن اجل اذلال وتحقير هؤلا المؤمنين
ادعى زعما اليهود ان ثلة من اشرارهم قداعتنقوا الاسلام وانهم لو كانوا صالحين ما تركوا دينهم .


فالاية اعلاه تجيب هؤلا وتقول : (ليسوا سوا من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات اللّه آنا الليل وهم
يـسـجـدون ـ يـؤمنون باللّه واليوم الاخر ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى
الخيرات واولئك من الصالحين ).


فـالايـة تـلخص خصائص الصالحين من اهل الكتاب الذين اعتنقوا الاسلام في ثلاث امور: الايمان
بـالمبدا والمعاد, ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, وفي النهاية المسارعة في الخيرات وهذا
يـدل عـلـى ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكريعد من ابرز مظاهر الصالحين بعد الايمان باللّه
ويوم القيامة , وانه اصل كل الخير.


وفي الاية الرابعة , يعتبر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اول خصوصية من خصائص المؤمنين ,
حـتـى ان اقـامـة الصلاة وادا الزكاة واطاعة اللّه والنبي (ص ) جابعدها, وهذا يدل على ان هاتين
الوظيفتين العظيمتين اذا لم تطبق , فان اساس العبادة والطاعة وعبودية اللّه تتعرض للخطر.


يـقـول اللّه تعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اوليا بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون اللّه ورسوله اولئك سيرحمهم اللّه ان اللّه عزيز حكيم )
.


وقـد احـتـملت عدة امور في تفسير جملة (بعضهم اوليا بعض ), من جملتها ان هؤلا منسجمون في
الايـمان باللّه ومباني الاسلام ـ والاخر هو ان احدهم ينصرالاخر فى امور الدين والدنيا, والثالث
هو ان هؤلا بالتعليم والتربية يخرجون الاخرين صوب درجات الكمال العالية .


ومـن الـواضح ان هذه التفسيرات الثلاثة لا منافاة فيما بينها, ويمكن ان تجتمع في مفهوم الاية , لان
الولاية في الاية جات مطلقة فتشمل ارتباط المؤمنين ببعضهم في ابعاد مختلفة .


وفي الاية الخامسة وبعد ذكر التجارة المربحة التي يتجر بها المؤمنون الحقيقيون مع اللّه اي الجهاد
فـي سـبيله , حيث يشرون انفسهم واموالهم بالجنة الغالية , وبعدبيان ان اللّه عزوجل يبارك لهم هذه
الـمـعـامـلـة ويعدها فوزا عظيما, يلخص اوصاف هؤلا في تسعة امور ويقول : (التائبون العابدون
الـحـامـدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون
لحدود اللّه وبشر المؤمنين ).


وفـي الـواقع فان الاوصاف الستة المذكورة اولا, اشارة الى مراحل العبادة والطاعة والعبودية في
هـؤلا, والاوصـاف الـثـلاثة الاخيرة (وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ الحدود)
اشارة الى جهاد هؤلا الاجتماعي في طريق ارسا مباني الحق والعدالة واجرا الاحكام الالهية , وبعد
هذه الامور جات البشارة الالهية لهم بشكل مطلق .


وبـتـعـبـير آخر, فان الاوصاف الستة الاولى ناظرة الى علاقة الخلق بالخالق , والثلاثة الاخيرة
نـاظـرة الـى عـلاقـة الخلق بانفسهم وهذه البشارة التي ذكرت في آخر الامرتشمل سعادة الدنيا
وسعادة الاخرة معا.


وفي الاية السادسة , اشارة الى بعد آخر من هذه المسالة وهو البعد الحكومتي ,وبتعبير آخر تعتبر
الايـة الامـر بـالـمـعـروف والنهي عن المنكر احد وظائف الحكام الاسلاميين المهمة , حيث يقول
عزوجل :.


(الذين ان مكناهم فى الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وللّه
عاقبة الامور).


وفـي الحقيقة فان الوعد بنصر اللّه , الوارد في الاية السابقة لهذه الاية (وينصرن اللّه من ينصره )
مـختصة بمثل هؤلا الاشخاص , الذين اذا ما تسلموا زمام القدرة والحكم في الارض فانهم مضافا الى
ادائهم الصلاة وحدهم , يقيمونها ايضا في كل مكان , ويؤتون الزكاة لمستحقيها, ويامرون بالمعروف
وينهون عن المنكر.


هـذا عـلـى الـرغم من ان البعض يتصور ان مراد الاية , المهاجرين فقط, ولكن من الواضح ان الاية
الشريفة لها مفهوم اوسع وتشمل الجميع حتى قيام القيامة .


والـنـكـتة التي لابد من الالتفات اليها ايضا هي ان القرآن الكريم غالبا ما يعبر بلفظ((الاقامة )) في
خصوص الصلاة الا في مورد المنافقين حيث عبر بالقيام بدل الاقامة ,حيث يقول واصفا اياهم , (واذا
قاموا الى الصلوة قاموا كسالى )((260)) .


وهـذا الـتعبير قد يكون اشارة الى ان المؤمنين الحقيقيين لا يؤدون الصلاة بانفسهم فحسب , بل انهم
يـحـاولـون اقـامة الصلاة في كل المجتمع , وقال البعض ان ذلك اشارة الى ان هؤلا ليس فقط ياتون
بـظـاهـر الـصلاة وصورتها بل انهم يحاولون اقامة الصلاة بكل محتواها الحقيقي وشرائط صحتها
وكمالها (والجمع بين هذين التفسيرين ليس مشكلا).


وفي الاية السابعة والاخيرة نلاحظ نكتة اخرى حول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهي ان
هذين الامرين المهمين ليسا من مختصات الشريعة الاسلامية فقط,بل ان هناك تاكيد شديد عليهما في
الامم السالفة ايضا (وان كانتا قد اخذتا شكلاموسعا واساسيا في الشريعة الاسلامية ).


فينقل لنا القرآن الكريم عن لسان لقمان ذلك الرجل الحكيم العالم :.


(يا بنى اقم الصلوة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور).


فهنا اعتبرت الاية ان رمز انتصار الانسان في اربعة امور:.


اقامة الصلاة , الامر بالمعروف , النهي عن المنكر والصبر.


وجملة (ان ذلك من عزم الامور) قد تكون اشارة الى خصوص الصبر المذكور في الذيل , وقد تكون
شاملة للاصول الاربعة جميعا.


ولابـد هـنـا من التدقيق في هذه النكتة وهي ان اقتران الصبر بمسالة الامربالمعروف والنهي عن
الـمنكر اشارة الى الارتباط الوثيق بين هذين الامرين , اذ ان اداهاتين الوظيفتين الالهيتين المهمتين
يقترن احيانا بالمشاكل والصعوبات , ولا يمكن تحقق الامر بالمعروف , والنهي عن المنكر الا بالصبر
والاسـتقامة كما ان هذين الامرين على ارتباط وثيق ايضا بالصلاة , لاننا نعلم جيدا بان الصلاة تنهى
عـن الفحشا والمنكر, او بتعبير آخر هي الاساس الاصلي للامر بالمعروف والنهي عن المنكر (ان
الصلوة تنهى عن الفحشا والمنكر)((261)) .


/ 135