القوى الدفاعية والقوى المسلحة - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القوى الدفاعية والقوى المسلحة




تمهيد:.


لـو كـانت الدنيا خالية من الظلمة الطامعين والمعتدين المستعمين , لما كان هناك اية ضرورية للقوى
الـعـسـكـرية لحفظ الحدود, ولكان الناس في بلادهم آمنين مطمئنين يرتبطون فيما بينهم بروابط
تجارية وثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية سالمة وطبيعية .


ولـكن حس الاستعلا والتسلط الذى قد يوجد احيانا عند بعض الافراد, واحياناعند بعض الاقوام ,
يـؤدي غالبا الى اعتدا هذا الفرد او الامة على فرد آخر او امة اخرى , وفي مثل هذه الحالات يحق
للجميع ان يتسلحوا ويستعدوا لحفظ امنهم وحياتهم , اذ ان النظام الذي يحكم العالم اليوم وللاسف هو
ان الضعيف مسحوق ,وهذا الامر يبرر لنا فلسفة تشكيل القوى المسلحة والقوى الدفاعية .


فصحيح ان وجود مثل هذه القوى لم يوفق بشكل كامل لمنع مثل هذه الاعتداات العدوانية , ولكنها بلا
شك كانت ولا تزال مانعة بنسبة معينة من ذلك , اذفي كثير من الاحيان يتحتم على القوى المعتدية ان
تغامر وتخاطر بوجودها في اعتدائها, حيث ان النتيجة لا تكون معلومة , فقد تتحمل خسائر جسيمة
وتـدفـع ضـريـبـة غـالـيـة فـي طـريق كسر رقيبها, وهذا نفسه يمنع في كثير من الاحيان مثل
هذه الاعتداات والحروب .


ومضافا الى ذلك , فان الامة ذات الحضارة والثقافة والتي تريد الحصول على ميدان حر لتنشر ثقافتها
بـيـن الامـم الاخرى تحتاج الى قوة عسكرية للحصول على ذلك الجو الحر, ولا يمكنها ذلك بدون
الاتكا على القدرة , وهذه فلسفة اخرى لتشكيل القوى العسكرية .


ولـو اردنا بحث هذه المسالة في بعد اوسع , لابد ان نقول ان الحياة غير ممكنة بلا((جهاد)), اذ ان
الـكائن الحي يواجه دائما في طريق استمرار حياته , بعض الموانع والصعوبات التي تهدد حياته في
كل لحظة , واذا لم يكن مجهزا بالقوة الدفاعية ,سينهزم بسرعة .


وجـسـم الانـسـان وهـو ((عـالم صغير)) يحكي عن العالم الكبير, هذا الجسم نموذج بارز لهذه
المسالة , وذلك لان حياة الانسان مهددة دائما بخطر التلوث ((بالميكروبات )) و ((والفايروسات ))
التي ترد البدن عن اربعة طرق (التنفس , الاكل ,الشرب , والجلد اذا ما اصيب البدن بجراحات ), فلو
لـم يـكن بدن الانسان مزودابالقوى الدفاعية المجهزة , لابتلي بانواع الامراض الخطيرة التي تشل
حركته وتقتله .


نـعـم , فـكريات الدم البيضا تهب لمواجهة اي عدو خارجي يرد البدن , وتجاهده عن طريق حروب
فـيـزيـائية وكيميائية , وحتى لو انتصر العدو مؤقتا ومرض الانسان ,تستمر تلك الكريات بنضالها
حتى تتغلب على العدو وتؤمن السلامة الكاملة للبدن .


وعـدد هذه القوى الدفاعية المسلحة في بدن الانسان يصل الى عدة ملايين كمايقول العلما, ومطالعة
عمل هذه القوى يحير عقل الانسان ويخبر عن نكات عجيبة من اسرار الخلقة تجعل الانسان يضطر
للركوع امام قدرة الخالق عز وجل .


والـمـجـتمع الانساني والدول المختلفة غير مستثناة عن هذا القانون العام , وتحتاج الى ادامة حياتها
واستمرارها لقوى عسكرية مجهزة ومتطورة .


وبهذه الاشارة نعود الى القرآن الكريم .


فـفـي الـقرآن الكريم آيات عديدة في مجال الجهاد وفلسفته واحكامه , وكذلك آثاره ونتائجه , وقد
انتقينا احد عشرة آية من بين تلك الايات :.


1 ـ (اذن لـلذين يقاتلون بانهم ظلموا وان اللّه على نصرهم لقدير ـ الذين اخرجوا من ديارهم بغير
حق الا ان يقولوا ربنا اللّه ولولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد
يذكر فيها اسم اللّه كثيرا ولينصرن اللّه من ينصره ان اللّه لقوى عزيز)((378)) .


2 ـ (وقـاتـلـوهـم حـتـى لا تـكـون فـتـنـة ويـكـون الـديـن كـله للّه فان انتهوا فان اللّه بما
يعلمون بصير)((379)) .


3 ـ (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللّه وعدوكم )((380)) .


4 ـ (ان اللّه يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص )((381)) .


5 ـ (يـا ايها النبى حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبواماتين وان منكم
ماة يغلبوا الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون )((382)) .


6 ـ (يـا ايـهـا الـذيـن آمـنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم ـ تؤمنون باللّه ورسوله
وتـجـاهـدون فـى سبيل اللّه باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ـ يغفرلكم ذنوبكم
ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ذلك الفوز العظيم ـ واخرى
تحبونها نصر من اللّه وفتح قريب وبشر المؤمنين )((383)) .


7 ـ (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا وررابطوا واتقوا اللّه لعلكم تفلحون )((384)) .


8 ـ (ان اللّه اشـتـرى مـن الـمؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون فى سبيل اللّه فيقتلون
ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من اللّه واستبشروا ببيعكم
الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )((385)) .


9 ـ (يا ايها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وماواهم جهنم وبئس المصير)((386)) .


10 ـ (لا يـسـتـوى الـقاعدون من المؤمنين غير اولى الضرر والمجاهدون فى سبيل اللّه باموالهم
وانـفـسـهـم فـضل اللّه المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد اللّه الحسنى
وفضل اللّه المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما)((387)) .


/ 135